"المشهد الإسرائيلي" – خاص
أظهر استطلاع للرأي سيتم استعراضه خلال افتتاح "مؤتمر سديروت الاجتماعي" اليوم الثلاثاء – 25.11.2008، أن 72% من الإسرائيليين يعتبرون أن مستوى الفساد في إسرائيل مرتفع وحتى مرتفع جدا. وتبين من الاستطلاع أن 45% من الإسرائيليين يرون أن مستوى الفساد السلطوي مرتفع جدا و40% آخرون يرون أن مستوى الفساد في إسرائيل أعلى بكثير عما كان عليه في الماضي. ويرى الجمهور الإسرائيلي أن أكثر المؤسسات الموبوءة بالفساد في إسرائيل هي الكنيست والوزارات والأحزاب.
وبحسب "مؤشر الفساد" فإن 69% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الأحزاب الإسرائيلية تعتبر مؤسسات فاسدة، ما يشير إلى ارتفاع هذه النسبة ب10% عنها في العام الماضي. ورأى 44% أن الحكومة الإسرائيلية هي مؤسسة فاسدة وقال 46% إن الكنيست أيضا هي مؤسسة فاسدة.
ورأى المشاركون في الاستطلاع أن هناك مؤسسات إسرائيلية فاسدة بدرجة أقل وأن سير الأمور فيها سليم وهذه المؤسسات هي الجيش الإسرائيلي والمحاكم وجهاز الصحة ومؤسسة التأمين الوطني والبنوك، وقال 20% فقط من الإسرائيليين إن هذه مؤسسات فاسدة.
وعقب رئيس مؤتمر سديروت الاجتماعي، عوزي ديان، على نتائج الاستطلاع بالقول إن "مؤشر الفساد يظهر أن الفساد السلطوي هو العدو رقم واحد للجمهور. والغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تقول إن قادة الحكم هم المسبب الرئيسي الذي يمنعها من أن تكون فخورة بدولتها".
من جهة ثانية أظهر استطلاع للرأي أجراه "مركز بيرل كتسنيلسون للتربية" أن 77% من الإسرائيليين لا يؤمنون باحتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. واعتبر 70% من الإسرائيليين إنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام. ومن الجهة الأخرى، تبين من الاستطلاع أن 40% من الجمهور في إسرائيل يؤيدون إجراء إسرائيل محادثات مع حركة حماس.
وأظهر استطلاع ثالث أن ثلث الإسرائيليين يعتبرون أن على جنود الجيش الإسرائيلي رفض أوامر عسكرية بتنفيذ إخلاء مستوطنات في هضبة الجولان في حال توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع سورية يقضي بالانسحاب من الجولان. وقال 33% من الإسرائيليين إن على الجنود رفض تنفيذ إخلاء المستوطنين في الجولان، وذلك في استطلاع أجراه معهد استطلاعات الرأي الإسرائيلي "مأغار موحوت" لصالح الكلية الأكاديمية "كنيرت" في طبرية وسيتم استعراضه خلال مؤتمر سيعقد يوم الخميس المقبل تحت عنوان "حرب في الوطن؟! من خطة فك الارتباط إلى هضبة الجولان".
وتبين من الاستطلاع أيضا أن 58% من الإسرائيليين يعتقدون أنه لا ينبغي على حكومة إسرائيل الموافقة على انسحاب كامل من الجولان حتى لو كان ذلك مقابل سلام كامل بين إسرائيل وسورية. وقال 46% من الجمهور الإسرائيلي إنه لا يتوجب على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على الانسحاب من الجولان بأي شرط وحتى لو أدى ذلك إلى التوصل إلى اتفاق سلام كامل أو الاتفاق على فترة تجريبية طويلة الأمد وقطع سورية علاقاتها مع إيران.
واستدعت كلية "كنيرت" هذا الاستطلاع في أعقاب النشر عن التقييمات السنوية التي نشرها مؤخرا جهاز الأمن الإسرائيلي وحث من خلالها حكومة إسرائيل على التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية وإخراجها من دائرة المواجهة والانفصال عن حلفها مع إيران.
وتبرز أهمية الاستطلاع في هذه المرحلة، عشية الانتخابات العامة في إسرائيل، إذ قال 61% إن مستقبل هضبة الجولان سيكون له تأثير أو تأثير بالغ على قرارهم فيما يتعلق بالحزب الذي سيصوتون لصالحه في الانتخابات التي ستجري في العاشر من شباط المقبل. وشارك في الاستطلاع، الذي تم إجراؤه الأسبوع الماضي، 520 شخصا من النساء والرجال من سن 17 عاما فما فوق ويشكلون عينة قطرية تمثل السكان في إسرائيل.
وعقب الدكتور أودي ليبل، من كلية "كنيرت"، في بيان صادر عن الكلية وشمل نتائج الاستطلاع، بالقول إن "هذه المرة الأولى التي يمنح فيها الرأي العام في إسرائيل شرعية واسعة إلى هذا الحد لرفض الجنود أوامر الجيش الإسرائيلي". وأضاف ليبل أنه "حسبما يظهر من بقية استطلاعات الرأي التي بحوزتنا وسيتم استعراضها خلال المؤتمر، فإن المعارضة للانسحاب من هضبة الجولان أكبر حتى من المعارضة لتقسيم القدس (أي انسحاب إسرائيل من القدس الشرقية). وإذا كان الحديث يدور عن عينة تمثل وتعكس مواقف السكان، والجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب، فإنه في هذه الحالة سيرفض كل جندي ثالث تنفيذ الإخلاء وعلى ضوء ذلك فإنه ثمة شك فيما إذا سيكون بالإمكان تنفيذ الانسحاب" من الجولان.