طالب القائد العسكري الإسرائيلي البارز، اللواء أوري ساغي، بالدخول في مفاوضات مع سورية من أجل حلّ الأزمة في لبنان. وأشغل ساغي في الماضي عدة مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي بينها قائد شعبة الاستخبارات العسكرية وقائد الجبهة الجنوبية وقائد أذرع البرية.
وقال ساغي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" ونشرتها يوم الثلاثاء 18/7/2006 إن إسرائيل مخطئة إذا توهمت أن بإمكانها القضاء على حزب الله بواسطة ضربات سلاح الجو.
وأضاف أنه "من يقول إن أمامنا وقتا طويلا لا يقول الحقيقة لنفسه ولمواطني إسرائيل".
ورأى ساغي أنه عاجلا أم آجلا ستضطر إسرائيل إلى البدء في محادثات والأفضل أن يتم ذلك عاجلا.
وأوضح أن "العمليات التي ينفذها سلاح الجو هامة لكنها ليست كافية للقضاء على البنى التحتية لحزب الله ولذلك ثمة حاجة لدخول بري وهو أمر أعارضه بشدة".
وأضاف أن "لحزب الله صبرا وهم يحققون إنجازات مثل ضرب مدينة كبيرة كحيفا وحبس خُمس سكان إسرائيل (في الملاجئ والبيوت) بصورة متواصلة.
"وكلما مرّ الوقت تتزايد المخاطر لوقوع أخطاء مثل تلك التي وقعت في قرية قانا (في العام 1996) وبعد أيام سينسى العالم كله أن الأمور بدأت من هجوم حزب الله واختطاف جنديين إسرائيليين وما سيبقى في الذاكرة الجماعية هو أن إسرائيل هاجمت مواطني دولة مجاورة وربما تسببت بسقوط الحكومة الضعيفة في لبنان".
وقال ساغي إن "صناع القرار اليوم يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء.
"إنهم يعيشون في وهم بأن إسرائيل يمكنها الاستمرار في تنفيذ هجمات بقدر ما تشاء وأن شيئا لن يحدث في العالم".
وقالت "هآرتس" إن ساغي مستاء جدا من مقولة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس بأن إسرائيل "ستجبي ثمنا" من حزب الله ويقترح على من يسعى لجبي ثمن أن يكون واعيا إلى أن هذه السياسة ستجبي ثمنا من إسرائيل أيضا.
كذلك يرى ساغي أن مطالبة حالوتس بـ"إرغام حكومة لبنان على فرض سيادتها حتى الحدود" تبدو نوعا من الهوس طالما أن خطوة كهذه لا تحظى بدعم أخلاقي وسياسي من المجتمع الدولي والدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية وعدم عرقلتها من جانب سورية.
من جهة أخرى قال ساغي، الذي ترأس في الماضي طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سورية، أن وقف هذه المفاوضات هو "خطأ فادح" وخصوصا من ناحية تبعية إسرائيل للأمريكيين الذين يعتقدون بأن سورية ضعيفة، يعني أنه يمكن تجاهلها.
وأضاف أنه من أجل إنشاء نظام جديد في لبنان "ومن أجل الحفاظ على انجازات الحملة العسكرية الحالية" يجب إشراك سورية وإيران في الاتفاق "ولبنان لا يمكنه فعل ذلك لوحده".
وتابع ساغي أنه "إذا جرى الحديث مع سورية ويتم إقناع الأمريكيين بمنح سورية مساعدات اقتصادية وربما النزول بهدوء عن ظهر الأسد في قضية مقتل الحريري فإن سورية، رغم ضعفها، يمكنها أن تكون عاملا للاستقرار في المنطقة".