المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 847

كانت المرة الاخيرة التي تطرقت فيها وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" الى صواريخ "سكود" العراقية المحتملة يوم الاربعاء 2/4، عندما ابلغت الصحفيين في المؤتمر الصحفي اليومي ان الجيش الامريكي لم يعثر على قاذفات صواريخ "سكود" او غيرها في منطقة غرب العراق. مع ذلك تواصل اسرائيل الرسمية التأهب العام الذي تقرر تمديده اسبوعين اضافيين، وتوجه، على لسان المسؤولين الامنيين، تحذيرات للجمهور الاسرائيلي بوجوب حمل الكمامات الواقية من الغاز الى كل مكان، والمحافظة على جاهزية قصوى تحسباً لأي "طارىء عراقي".ويرى "المفسر القومي" البريغادير جنرال عاموس غلعاد، في حديث مع صحيفة "يديعوت احرونوت" (3/4) ان الرئيس العراقي صدام حسين "لا يزال يتصور انه سيهزم الولايات المتحدة وقوات التحالف، لكن اذا أحس ان ذلك لا يحدث، فقد يلجأ الى القيام بإجراءات خطيرة، بضمنها اطلاق الصواريخ على اسرائيل".

 

"الآن، والقوات الامريكية قريبة الى هذا الحد من بغداد، فستكون الانعطافات سريعة جداً. جيوش صدام قد تتفكك واحدًا بعد الاخر، في هذه الحالة من الممكن ان يقرر صدام وظهره الى الحائط ان الوقت مناسب لاطلاق الصواريخ"، قال غلعاد. "هذا التهديد لم يتبدد بالتأكيد.".

ويرى غلعاد ان الرئيس العرايقي صدام حسين "متركز الان في مساري عمل: صد الهجوم والدخول الى هيكل الابطال المنتصرين".

"صدام رجل خطير وغير متوقع – يقول غلعاد - كل همه الخلود. من الممكن جداً ان يحس بالحاجة - وهو مضغوط ويرى كيف تتفكك جيوشه - الى عبور الخط ومحاولة اطلاق صواريخ على اسرائيل. لذلك فهو خطير الان اكثر من السابق".

واوضح غلعاد ان القوات الامريكية متركزة الان في العمل في بغداد، لذلك يجب الحفاظ على التأهب في اسرائيل. "صحيح ان الولايات المتحدة والقوات المختلفة العاملة في غرب العراق تحاول بذل كل ما تستطيع لكي تمنع اطلاق صواريخ على اسرائيل، لكننا نعرف ان صدام ما زال يملك القدرة للقيام بذلك".

ويشترك المحللون العسكريون في الصحف الاسرائيلية مع هذه التوجهات، التي تتعزز برأيهم لدى الرئيس العراقي كلما اشتدت أطواق الغزاة على بغداد.

ويشير المعلق السياسي في "يديعوت احرونوت"، الكس فيشمن (3/4) الى ما يسميه بتغير اللهجة العراقية تجاه اسرائيل. ويكتب:

"يوم الثلاثاء الماضي، تغيرت اللهجة العراقية تجاه إسرائيل. اتهمونا، حتى الآن، بالعمل من وراء الكواليس، وشد الخيوط ودفع أميركا إلى الحرب. أما الآن فيدعون أن الجنود الإسرائيليين يشاركون في الحرب. ويجب أن يذكرنا هذا كله بأننا نحن، أيضاً، نقترب، مع كل مكعب يسقط، من المرحلة الحاسمة. المرحلة التي سيتحتم فيها على القيادة الأمنية دعوة المواطنين إلى التيقظ. أما في مجال الكمامات الواقية، فقد بقي وزير الدفاع، هو الصوت الوحيد المسموع. لا يبدو أن هناك من ينوي محاولة إقناع الجمهور بالعودة إلى حمل الكمامات بشكل دائم. هل من الممكن أن مسألة الخطر من صواريخ سكود لم تكن مسألة جدية منذ البداية؟"

ويرسم المعلق السياسي في "معريف" حيمي شليف (2/4) صورة للحرب والدلالات المحتملة لنتائجها، من زاوية النظر الاسرائيلية العامة، ويكتب:

"كلما طالت المعركة، يتبين الموقف العدمي للوجود الاسرائيلي الجمعي من أداء القوات الامريكية في العراق. فمن جهة، رغبة مكشوفة في ان يمزقوا للعرب وجوههم بكل ما لديهم من تكنولوجيا، مثلما في أحلامنا، ولكن من جهة اخري رضا خفي لكل تورط، او خلل أو فشل، مثلما في واقعنا. فلنراهم الآن يزايدون علينا بعد ان ادي اجتماع مخرب انتحاري وجنود ثائري الأعصاب أمس الي مقتل نساء واطفال في الحاجز، مثلما في البث المتكرر عندنا. الامريكيون يزايدون، ناهيك عن البريطانيين المتعالين، يبدأون الاستيعاب مع من ومع ماذا نتعامل نحن هنا، ورغم الجهود، فمن الصعب محو الابتسامة عن الوجوه. ولكن الشماتة لا تعفي من الحمأة كما يرد في الكتاب، اذ ان كثرة أوجه الشبه بين بغداد ورام الله، بين كركوك وقلقيلية، هي اشارة نذر سوء، لهم ولنا. فاذا ما اعتبر الجيش الامريكي جيش احتلال، وليس جيشا محررا، واذا ما أصر العراقيون علي القاء العبوات والقنابل اليدوية عليهم، بدل الحلوي والأرز، فان التورط الامريكي سيكون فاخرا في حجمه، واسرائيل، كمتأثرة مباشرة، ستدفع الثمن هي الاخرى.

"ومنذ الآن، ورغم محاولة الكبت في اسرائيل، يمكن لنا ان نتبين تغييرًا معينا في النبرة التي تنطلق في واشنطن تجاه المستوطنات وتجاه خريطة الطرق. صحيح ان الرئيس جورج بوش يريد بالاجمال مساعدة صديقه الطيب طوني بلير، وصحيح انه بات ممكنا شم الحملة الانتخابية للرئاسة العام المقبل، ولكن في الدبلوماسية ايضا، فان النبرة، في حالات عديدة، هي التي تجعل الموسيقي، والنغمات، علي الأقل من حيث معظم وزراء الحكومة الراهنة، نشازًا.

ولكنه حتي لو كانت هناك نفوس يسارية طيبة ستسر بالذات لتشدد الخط الامريكي تجاه اسرائيل في كل ما يتعلق بالمسيرة السياسية، فليست هذه مواساة قوية في السياق الاقليمي. انتفاضة عراقية ضد الامريكيين ستبعث الهياج في العالم العربي والشارع الفلسطيني، ومن شأنها ان تهز استقرار الانظمة التي ترغب اسرائيل في مصالحها. وبذات القدر، فان الغمز عندنا في التوتر المتصاعد بين واشنطن ودمشق من شأنه ان يظهر كأمر سابق لأوانه. فخلافا لأبيه، فان بشار الأسد الذي رغم انه يتخذ صورة نموذج غريب الأطوار جدا، مثابة تفاحة سقطت علي مسافة كيلومترات عن الشجرة، ولا ريب انه من المجدي وضعه في مكانه الصحيح بين الحين والآخر.

"ولكن وكما تعلمنا منذ فترة قصيرة مضت، فعند الامريكيين ليس دوماً تسير الامور حسب الخطة والسيناريو الأصلي، والامور قد تتشوش. فالجيش السوري، كما يجب ان نتذكر، ليس الجيش العراقي، كما ان مئات صواريخ السكاد السورية المنصوبة علي بعد بصقة، تفو تفو، لا تشبه أبدا الراجمة والربع التي نجح صدام أم لم ينجح في اخفائها في غربي العراق. وعليه، فيجب ان يستمد التشجيع من النشاط المتجدد الذي لاح أمس في خطوات الجيش الامريكي في العراق، والتعلل بالأمل في انه قريبا جدا سينجحون في تحطيم شوكة الحرس الجمهوري، كما وعدوا، والتقدم نحو القضاء علي النظام في بغداد. كما ينبغي الصلاة من اجل انه مع تصفية صدام حسين ومقربيه، أو علي الأقل اجلائهم الجماعي علي نمط بيروت 1982، فان العراقيين سيتحررون حقا من الكابوس الذي ألم بهم فيهدأون. أما اذا ما قرروا بالذات محاكاة الفلسطينيين، بالمقابل، اذن فالويل لنا، والويل للامريكيين انفسهم."

 

المصطلحات المستخدمة:

جيشا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات