المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

لا يستبعد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز لجوء إسرائيل إلى إعادة احتلال قطاع غزة، في نطاق الحملة العسكرية الشاملة التي تشنها حكومة ارئيل شارون على الشعب الفلسطيني.وصرح موفاز في حديث للإذاعة الإسرائيلية الثانية (26 كانون الثاني) ان هناك مشاورات حول خطة عسكرية بهذا الشأن، "ستقرر الحكومة متى ستخرجها الى حيز التنفيذ".

وجاءت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي هذه ساعات معدودة بعد قيام الجيش الاسرائيلي بحملة قتل وتدمير وقصف في عدد من المناطق في قطاع غزة، وبضمنها حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. واسفر الاجتياح الجديد عن استشهاد 12 فلسطينيا وجرح العشرات، علاوة على الدمار الكبير الذي لحق بالمنشآت والبنى التحتية، وكذلك عزل بلدة بيت حانون عن بقية القطاع بعد تفجير الجسور الاربعة في مداخلها.

وتأتي تصريحات موفاز ايضاً في وقت تتحدث فيه قيادات الجيش الإسرائيلي عن تجاوز "مرحلة الذروة" في الصدام الدموي مع الفلسطينيين.

وبموجب "هارتس" (26 الجاري) فإن قيادة الجيش الإسرائيلي ترى "ان ذروة الصدام الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين باتت من ورائنا".

وخلال مشاورات جرت مؤخرا في قيادة الجيش ترددت التقديرات "بأننا تجاوزنا ذروة الصدام، وذلك على رغم الإنذارات المتواصلة بنية منظمات فلسطينية القيام بعمليات داخل اسرائيل مع الافتراض بأن قسما من خططها سيخرج الى حيز التنفيذ".

وتعتقد جهات عسكرية اسرائيلية عليا ان الحرب الامريكية القريبة على العراق <<ستؤدي في نهاية الأمر الى تفعيل الضغط على الفلسطينيين للكف عن تفعيل الإرهاب والعنف ضد إسرائيل>>.

وذكرت "هارتس" ان اجهزة الامن الاسرائيلية ترى ان خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش وكذلك "خريطة الطرق" لحل الصراع "يرسمان مسارا سالكاً للتوصل الى هدوء في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، بعد الهجوم على العراق".

وقالت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الاسرائيلي: <<سيحاول الامريكيون ان يربطوا بهذا التحرك قيادة فلسطينية بديلة لقيادة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات>>.

وبموجب هذه التقديرات فإن <<الصراع لن ينتهي في سنة 2003، لكن فرصة نشأت الان للتوصل الى هدوء>>. وترى الاوساط العسكرية الاسرائيلية ان الحرب في العراق من شأنها أن <<تحدث هزة ارضية في الشرق الاوسط، يصعب توقع آثارها سلفاً، لكنها قد تخلق مناخاً مريحا لمفاوضات مع الفلسطينيين، بعد أن تدرك القيادة الفلسطينية ان الارهاب لن ينجح في ابتزاز تنازلات من اسرائيل>>.

لكن القيادة العسكرية الاسرائيلية كما يتضح من هذه المباحثات ترى – كما كتبت "هآرتس" – ان الرئيس ياسر عرفات ما زال <<زعيما فعالاً وقادراً على اعتراض محاولات قيادات فلسطينية تحاول القيام بثورة هادئة لوقف العنف وابعاد عرفات عن مراكز القوة>>.

ونقلت الصحيفة عن طرف امني اسرائيلي كبير قوله ان <<ياسر عرفات ليس معنيا الآن أيضا بوقف حقيقي للنار لذلك يفعل كل شيء لاعتراض أي تفاهمات في محادثات القاهرة بهذا الصدد>>.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات