تل ابيب: أعدّ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون صيغة اسرائيلية لـ "خريطة الطرق" لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وهو يعتزم عرضها امام حكومته للتصديق عليها قريبا. وبموجب صحيفة "هآرتس" (26 كانون الثاني) تقوم الخطة الاسرائيلية على خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش من الرابع والعشرين في حزيران 2002، وستكون بمثابة التفسير الاسرائيلي للبرنامج الامريكي حول الشرق الاوسط، وكذلك الرد الرسمي على "خريطة الطرق" التي قدمتها "الرباعية" مؤخرا الى مختلف الاطراف ذات الصلة بالنزاع.ويعكف طاقم برئاسة دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون، على صياغة الصيغة الاسرائيلية للخطة الامريكية، بالتعاون مع جهاز الامن الاسرائيلي ووزارة الخارجية. وبموجب الخطة، لا تعتزم اسرائيل تقديم ملاحظات على بنود خطة "الرباعية" لكنها ستقدم خرائط مفصلة من عندها، وبالمقابل ستبدأ بتطبيق سريع لها، "لتعزيز الاصلاحات في السلطة الفلسطينية".
ويحاول شارون بخطته هذه خلق اساس سياسي لحكومة وحدة برئاسته مع حزب "العمل"، وكذلك التصدي لمحاولات "الرباعية" واطراف اخرى الضغط على اسرائيل لقبول "خريطة الطرق" الدولية، التي يرفض شارون اجزاء واسعة منها. وابلغ مصدر سياسي كبير صحيفة "هارتس" ان خطاب بوش مقبول على الجميع لكن هناك جدلا حول التفسير الصحيح له. وستعكس خطتنا رؤيا الرئيس للحل بصورة دقيقة".
وتقوم الخطة الاسرائيلية على النقاط الواردة في خطاب بوش من 24 يونيو العام الماضي، الذي يتضمن دعوة لاقامة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل. وتشدد الخطة الاسرائيلية على عدة اسس، وبرأسها وقف الاعمال المسلحة ضد اسرائيل والقيام باصلاحات شاملة واستبدال القيادة في الجانب الفلسطيني، لتحويل السلطة الفلسطينية الى "كيان رسمي سليم". بعد ذلك ستوافق اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، مع قيود على السيادة، على ان تجري في المرحلة النهائية مفاوضات حول الحل الدائم بين مختلف الاطراف. وتكون الخطة الاسرائيلية مشروطة بالتطورات في ارض الواقع وليس بجدول اعمال محدد سلفا.
واضاف المصدر الاسرائيلي الكبير في حديثه مع "هارتس" ان الخطة الاسرائيلية مكونة من قسمين، الاول يلقي كل المسؤولية على الفلسطينيين، وفقط بعد ان "يثبتوا انفسهم" في سلسلة طويلة من المطالب المتشددة، يأتي دور اسرائيل". وقال المسؤول الاسرائيلي: "اذا التزم الفلسطينيون بتنفيذ حصتهم، سيحظى الخطة بتأييد واسع من جانبنا".
وبموجب "هارتس" تم تكليف طاقم اسرائيلي برئاسة الوزير دان مريدور بمتابعة الخطة، ويقوم هذا الطاقم ببلورة الخطط لدعم "العناصر الالتفافية على عرفات" في القيادة الفلسطينية، في منحى اسرائيلي واضح لانشاء اساس لـ "اليوم التالي على سلطة عرفات". ويعمل الطاقمان السياسيان اللذان شكلهما شارون على انفراد مع ان هناك اعضاء منهما في اللجنتين.
ومن المنتظر ان تعرض "خريطة الطرق" الدولية لتصديق وزراء خارجية "الرباعية" (الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا والامم المتحدة). وطالب الاوروبيون بنشر الصيغة النهائية للخطة مباشرة بعد الانتخابات الاسرائيلية وليس تغيير الصيغة الاخيرة التي استكملت في الشهر الماضي. وترغب الادارة الامريكية بتأجيل التصديق على الخطة الى ما بعد تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل والسماح بتعديلات في الصياغة، حسب ملاحظات الاطراف ذات الصلة.
وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي ان "الصيغة هي خطة متكاملة وهناك تقدم منطقي في تطويرها، والتقدم على مراحل سيكون مشروطا بأداء الاطراف ويجب تحديد اختبارات واضحة لتقييم ما يطبق على الارض".
ويشار الى ان الخطة تؤيد اقامة دولة فلسطينية في اواخر 2003 في حدود مؤقتة، على ان يتم التوصل قبل ذلك الى وقف الاطلاق النار واجراء اصلاحات في السلطة الفلسطينية. بالمقابل تقوم اسرائيل بتجميد المسنوطنات والانسحاب من المناطق التي احتلتها خلال الانتفاضة الحالية. وتتباحث الدولة المؤقتة مع اسرائيل على حل دائم حتى العام 2005.