المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تجري السلطات الامنية الاسرائيلية ("شين بيت") فحصا شاملا لتحديد هوية الشخص او الاشخاص الذين وقفوا وراء تسريب "تفاصيل سرية" من الحوار الاستراتيجي الذي اجرته اسرائيل والولايات المتحدة الشهر الماضي في واشنطن.
ويتم التحقيق بأمر مباشر من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون، وقد شمل الى الان شخصيات رفيعة المستوى في القيادتين السياسية والامنية، وذلك بعد ان ردت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بغضب على تسريب تفاصيل من المحادثات السرية في واشنطم وتل ابيب بين الطرفين، ونشرت في اسرائيل.

وتم استجواب اعضاء الوفد الى الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، وبضمنهم رئيس مجلس الامن القومي افرايم هليفي ومدير عام وزارة الامن عاموس يرون ومدير عام وزارة الخارجية يوآف بيران ورئيس شعبة التخطيط في قيادة الاركان العسكرية الجنرال غيورا ايلاند ومدير عام لجنة الطاقة الذرية غدعون فرانك وسفير اسرائيل في واشنطن داني ايلون. كذلك تم التحقيق مع عدد من مستشاري ومساعدي اعضاء الوفد. ولم يحقق جهاز "شين بيت" مع رئيس الوفد الوزير دان مريدور لأن الجهاز المذكور غير مخوّل بالتحقيق مع اعضاء الوسط السياسي القيادي لكونهم منتخبي جمهور.

وطلب المحققون من الاشخاص الذين تم التحقيق معهم تقديم تفسير لتحركات قاموا بها واماكن زاروها قريبا من موعد تسريب التفاصيل للصحافة. وفحص المحققون المكالمات الهاتفية التي اجروها من هواتفهم الخليوية وطلب منهم الموافقة على الفحص بجهاز كشف الكذب "البوليغراف". ووصف مقربون من التحقيق هذا الاجراء بأنه "صارم جدا". وقالت "يديعوت احرونوت" التي اوردت النبأ (18 ديسمبر) ان اتهامات متبادلة حول هوية المسرِّب بين ممثلي الهيئات المشاركة في المحادثات مع واشنطن أخذت تتصاعد منذ بدء التحقيق وكانت التسريبات التي بدأ التحقيق في اعقابها مصدر خبرين نشرهما المراسل السياسي لصحيفة "هارتس" الوف بن. واشتمل الخبر الاول المنشور في 12 نوفمبر 2002 .على اهم مضامين الطرح الاسرائيلي الذي اعده الوفد الى واشنطن تمهيدا للمحادثات المتعلقة بمستقبل الشرق الاوسط بعد الهجوم الامريكي المتوقع في العراق وعزل الرئيس العراقي صدام حسين عن كرسي الحكم. وبعد يومين من نشر النبأ بدأ الحوار الاستراتيجي في العاصمة الامريكية (14 نوفمبر). وفي مستهل اللقاء عرض رئيس الوفد الامريكي مساعد وزير الخارجية ريتشارد ارميتاغ صحيفة "هارتس" وسأل اعضاء الوفد الاسرائيلي: "قولوا لي، هل انتم جادون؟ لماذا كلفتم انفسكم اصلا القدوم الى هنا، ما دام كل ما تعتزمون طرحه منشورا في الصحيفة؟"

وتعقيبا على ذلك قال مصدر اسرائيلي رفيع المستوى شارك في المحادثات في تصريح لصحيفة "يديعوت": "كنا راغبين بدفن انفسنا لشدة الخجل. يفترض بالحوار الاستراتيجي ان يكون سريا للغاية. كان واضحا ان الدولتين تضعان كل شيء على الطاولة، بما في ذلك التفاصيل السرية للغاية. في اللحظة التي تسرب فيها شيء، يفقد الحوار اهميته".

وبعد انقضاء ثلاثة ايام، وبعد ان كان اعضاء الوفد قد عادوا لاسرائيل، بعد ثلاثة ايام، نشرت "هارتس" نبأ اضافيا يتضمن تفاصيل حساسة حول مضمون المحادثات والضغط الذي تمارسه الادارة الامريكية على اسرائيل لتجنب التدخل في حربها المتوقعة ضد العراق، وعدم الرد في حال مهاجمتها. وقالت "يديعوت" ان عددا من اعضاء الوفد ثاروا لرؤية النبأ في الصحيفة، وان افرايم هليفي طلب من الوزير مريدور المسؤول عن جهاز "شين بيت" الايعاز لرئيس الحكومة شارون بالتحقيق في الامر على اعلى المستويات.

واعرب الوزير مريدور عن اعتقاده بأن تسريب الانباء من المحادثات عاد على اسرائيل بأضرار امنية وسياسية.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات