مازالت النكبة موضوعا حيويّا للتفكير السياسي العربي، على رغم مرور أكثر من نصف قرن عليها. ولعل التفكير بالنكبة، وإنعاش الذاكرة فيها، في كل عام، "يعوّض" عن التقصير الحاصل في تعيين أسبابها، ويحفّز على التفكير في اكتشاف سبل تجاوزها.
أقدمت إسرائيل قبل أيام على اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين (داخل دولة إسرائيل) مع أربعة عشر شخصا آخر من قياديي الحركة ومن رؤساء المجالس المحلية في الوقت نفسه. يمثل هذا الاعتقال حدثاً خطيراً، إذ انه ليس مجرد اعتقال،
بعدما تناولت حلقة الأمس التأويلات المتضاربة للمسائل المطروحة، هنا التتمة:
يبقى السؤال الأهم هو أين وكيف ستقام هذه الدولة؟ وكيف لها ان تكون قادرة على البقاء اذا لم يتوفر لأراضيها التواصل الجغرافي؟ ان الضفة الغربية الآن مقسومة الى ثلاثة بانتوستانات ينقسم كل منها الى ما بين 60 الى 70 جيبا تفصلها عن بعضها البعض المستوطنات اليهودية والطرق الالتفافية ونقاط التفتيش. كما ان هناك جدار الفصل العنصري الذي يستمر العمل عليه الآن في شمال غرب وشرق الضفة الغربية، الذي سيعزل المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم ويفاقم من التطهير العرقي المتواصل للفلسطينيين والفصل ما بين المناطق. فوق كل هذا لا وجود في القانون الدولي لتعبير "الحدود الموقتة".
أمضت إسرائيل شهوراً تطالب الولايات المتحدة بتأجيل الإعلان عن <<خريطة الطريق>>.
أوحى ذلك أن القبول مبتوت ولكن المشكلة في التوقيت. ولكن بعد الحرب على العراق، ولإسرائيل فوائد جمّة فيها، وبعد الإعلان عن <<الخريطة>>، باتت واشنطن هي التي تطالب أرييل شارون... بعدم الرفض. وبهذا المعنى يمكن القول إن مهمة كولن باول ناجحة
الصفحة 63 من 81