انطلقت مساء الخميس 16 كانون الثاني 2003، المركبة الفضائية "كولومبيا" وعلى متنها أول رائد فضاء إسرائيلي، هو العقيد إيلان رامون.وتابعت اسرائيل انطلاق المركبة، في بث حي، من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ومختلف الكليات الهندسية في الجامعات. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز إن الحدث بالنسبة له وبالنسبة لدولة إسرائيل يعني ان السماء "لم تعد آخر الحدود. هذه هي لحظة تاريخية لإسرائيل ولأول رائد الفضاء لدينا. رامون صنع تاريخا، لا على المستوى الشخصي فحسب، وإنما على المستوى القومي، أيضاً".
ويحظى إيلان رامون باهتمام بالغ في وسائل الإعلام الأميركية التي غصت بالتقارير المطولة عنه. وجاءت مشاركة رامون في نطاق المشروع الفضائي الاسرائيلي، الذي تركزه وكالة الفضاء الاسرائيلية.
اقيمت وكالة الفضاء الاسرائيلية في سنة 1983 كجسم يعمل في إطار وزارة العلوم. المؤسس هو البروفيسور يوفا نئمان، الذي أشغل آنذاك منصب وزير العلوم في حكومة مناحم بيغن.
تصل ميزانية وزارة الفضاء الاسرائيلية هذا العام حوالي مليونَي شيكل، وفيها يعمل شخصان فقط: آفي ها إيفن، وسكرتيرته!
ينحصر الدور الاساس لوكالة الفضاء الاسرائيلية في التنسيق بين مختلف الاطراف ذات العلاقة، وتطوير العلاقات البحثية ومساعدة ودعم مشاريع اسرائيلية ودولية.
تشتهر وكالة الفضاء الاسرائيلية في الاساس بإنتاج الاقمار الصناعية واطلاقها الى الفضاء. وبمعزل عن هذه الوكالة، يعمل في عدد من الجامعات الاسرائيلية عدد من علماء الفضاء والفيزيائيين والباحثين في المناخ، بعضهم من ابرز الباحثين في مجال الفضاء في العالم.
فيما يلي بعض المشاريع الفضائية الاسرائيلية:
* شبكة اقمار الاتصالات "عاموس": عاموس واحد كان قمر الاتصال الاسرائيلي الاول. وقد تم تطويره لدى الصناعات الجوية الاسرائيلية، ويستخدم لاغراض الاتصالات والتلفزيون. اطلق الى الفضاء في 16 ايار 1996 بواسطة صاروخ "اريان" الفرنسي.
* برنامج اقمار "اوفك": عملت الصناعات الجوية الاسرائيلية مقاولا ثانويا لهذا البرنامج وكانت مسؤولة عن بناء مركز تحكم ومراقبة ومحطة استقبال ارضية للقمر الصناعي.
في نطاق البرنامج اطلق الى الفضاء ثلاثة اقمار صناعية: اوفك واحد، وهو قمر صناعي يزن 156 كيلو غرام، وكان قمرا تجريبيا تم اطلاقه في ايلول 1988 بواسطة جهاز اطلاق "شافيط" الاسرائيلي. مكث القمر الصناعي في الفضاء 118 يوما عمل خلالها بنجاح، والثاني هو اوفك اثنان، واطلق في ابريل 1990، اضيف الى هذا القمر عزل حراري محسن وهو محمي من الاشعاعات الكونية، كذلك تم تركيب جهاز توجيه محسن في داخله وجهاز اتصالات ثنائي الاتجاه، والثالث هو اوفك ثلاثة، واطلق الى الفضاء في ابريل 1995 بواسطة جهاز الاطلاق "شافيط". كان هذا قمرا صناعيا من "الجيل الثالث"، وهو ما زال يعمل في الفضاء.
* مشروع التخنيون (معهد الهندسة التطبيقية) للقمر الصناعي: يسمى القمر الصناعي "تيكسات"، وهو قمر علمي صغير بناه طلاب جامعيون في التخنيون بمساعدة علماء مهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق. استثمرت وزارة العلوم في المشروع 2،5 مليون دولار، وقد اطلق للفضاء في سنة 1995 لكن جهاز الاطلاق الروسي الذي اطلقه فشل في مهمته. بالتالي، وفي تموز 1998 اطلق بنجاح قمر صناعي اضافي باسم "غورفين 2 – تيكسات". ولا يزال القمر محلقا في الفضاء وتجري فيه بعض التجارب العلمية. يحمل القمر كاميرا من انتاج الشركة الاسرائيلية "ال – اوب".
