ردًّا على الهجوم الذي تعرضت له منظمة "بتسيلم" ("المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة") من طرف أقطاب الحكومة واليمين والوسط في إسرائيل، على خلفية مشاركة مديرها العام حجاي إلعاد في الجلسة التي عقدت في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الفائت وأكد خلالها أن الاحتلال والمستوطنات
لعل أفضل "إيجاز" يمكن لنا تقديمـه بشأن ما كانه رئيس الحكومة والدولة الإسرائيلية السابق شمعون بيريس في حياته، وبشأن ما سيكونه في الذهنية العامة، بعد مماته أخيرًا، يكمن بما صدر عنه من أقوال ومواقف، تطرقنا إلى نزر يسير منها في المادتين المنشورتين على الصفحة الثانيـة من هذا العدد.
يعتقد رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" ألوف بن أن "إسرائيل بنسختها العلمانية والتقدمية عمومًا انتهت... وأنه منذ الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في آذار 2015، تسارع زخم عدد من النزعات والاتجاهات البطيئة تسارعًا دراماتيكيًا، وإذا ما استمرت فسوف تغير طبيعة البلد في وقت قريب إلى حدّ يتعذّر معه التعرف عليه".
يضم هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" تقارير وتحليلات تتناول أبرز مفاعيل عدد من آخر الصراعات والتغيرات داخل إسرائيل، سواء على مستوى "السياسة المحليّة" وتوازنات القوى الحزبية، أو على صعيد ما يُحيل إلى وجهات مؤسستها السياسية حيال المستجدات الخارجية وفي مقدمها كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
خلص التعاطي الإسرائيلي مع ذكرى مرور عقد على حرب لبنان الثانية (تموز 2006)، في معظمه، إلى نتيجة شبه وحيدة، فحواها: حتى لو تأخر اندلاع "حرب لبنان الثالثة" فإنها واقعة لا محالة.
وفسرّت بعض التحليلات حتمية هذه الحرب بصورة تبريرية فظّـة، من قبيل أن حزب الله اليوم هو العنصر التقليدي الوحيد الذي يهدّد بصورة كبيرة إسرائيل، ونظرًا الى أن حرب لبنان الثانية لم تُشنّ كما كان يجب، فإن هذا التهديد تعاظم بصورة حادّة خلال العقد الأخير.
تطالعون في هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" أبرز الاستخلاصات التي توصل إليها تحقيق جديد أعدّه "مولاد ـ مركز تجديد الديمقراطية" في إسرائيل، يؤكد فيه من ضمن أمور أخرى أن سلم الأولويات القومية لدى حكومة بنيامين نتنياهو الحالية يشي بأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة فوق أي شيء، وبلغة كاتب التحقيق "فوق أمن مواطني إسرائيل، فوق حماية وتأمين البلدات الإسرائيلية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، فوق تعزيز وتطوير الأطراف النائية، فوق التعليم في داخل حدود الخط الأخضر... فوق كل شيء"! (طالع ص 5).
الصفحة 41 من 45