قال تقرير جديد أصدرته منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان بالاشتراك مع "مركز الدفاع عن الفرد"، حول اعتقال الفتيان الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، إنه يجري اقتياد الفتيان في القدس الشرقية من أسرّتهم في عتمة الليل، وتكبيلهم بالأصفاد دون أيّ مبرّر، وتركهم لفترات طويلة في انتظار التحقيق معهم. وفقط بعد هذا كلّه، حين يكونون متعبين ومنكسرين، يجري التحقيق معهم مطوّلاً دون السماح لهم بالاتصال قبل ذلك مع محامٍ أو مع الأهل، ودون إبلاغهم أنّه يحقّ لهم الصمت أثناء التحقيق. بعد ذلك، يجري اعتقالهم في ظروف قاسية طيلة أيّام بل وأسابيع، حتّى إذا كان التحقيق معهم قد انتهى. وفي بعض الحالات يتمّ كلّ ذلك مرفقاً بالتهديد والشتائم والعنف الجسديّ سواء قبل التحقيق أو خلاله.
يلاحظ المتابع للمشهد الإسرائيلي العام أن من أبرز الأحداث والتطورات الحاصلة عليه في الفترة الأخيرة، هو الاتساع والتصاعد المتسارعان في ساحات ولهجات الحرب المنهجية التي يشنها اليمين الإسرائيلي على مؤسسات الدولة ومفاصلها المختلفة، منذ بضع سنوات، في محاولة منه لتخويفها وثنيها عن أية مواقف وآراء تنتقد حكومة اليمين عامة، ورئيسها خاصة، أو حتى مجرد أنها تختلف مع سياسة اليمين وتعارضها، إذ تنهال على أصحابها بالتشكيك الفوري والمباشر بانتمائهم، اليهودي أو الإسرائيلي أو كليهما معا، والتشكيك بـ"وطنيتهم" و"إخلاصهم"، سعياً إلى محاصرة هذه المواقف ثم السيطرة عليها، فعليا ومعنويا، وإخضاعها لإرادته ونزعاته السياسية، كجزء من تطبيقه الشعار المركزي القائل: "اليمين فاز بالحكم، ولليمين أن يحكم"!
أقيم في "مركز تراث مناحيم بيغن" في مدينة القدس، أمس الاثنين، حفل الافتتاح الرسمي لـ"معهد القدس للدراسات الاستراتيجية" الذي أنشئ في إسرائيل حديثاً.
وتحدث في حفل الافتتاح الرسمي، الذي أقيم تحت عنوان "تحديات القدس الموحَّدة"، عدد من ممثلي اليمين المحافظ في إسرائيل، برز منهم الوزير الليكودي زئيف إلكين، رئيس بلدية القدس، نير برْكات، النقيب يورام هليفي، قائد الشرطة الإسرائيلية في لواء القدس، إلى جانب رؤساء المعهد وباحثيه.
تشكل "القدس الكبرى الموحّدة" والسيادة الإسرائيلية عليها أحد الأعصاب المركزية في منطلقات "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية" الفكرية وفي برامج عمله البحثية. ولهذا، ففور بدء نشاطه، أفرد المعهد لهذا الموضوع مجموعة من الدراسات والمداخلات نشرها على موقعه على الشبكة، كفيلة بأن تقدم صورة شاملة عن الدوافع الحقيقية لإنشاء هذا المعهد، رسالته الفكرية، توجهاته ومراميه السياسية.
يحدد كاتب الورقة بعنوان "الخطر الديمغرافي: السكان الإسرائيليون "يهجرون" النقب والجليل"، الخطر الاستراتيجي الكامن في هجرة اليهود السلبية من الجليل والنقب إلى وسط إسرائيل في مستويين اثنين أساسيين، هما: "المستوى الاجتماعي ـ البيئي" و"المستوى القومي".
¬دأبت دولة إسرائيل، منذ سنواتها الأولى، على وضع وتنفيذ المخططات الرامية إلى الاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية في منطقتي الجليل والنقب من خلال إقامة المستوطنات والبلدات اليهودية على الأراضي العربية التي صادرتها من أصحابها الشرعيين، ولتكريس سيطرتها هذه عمدت إلى اجتذاب أعداد كبيرة من اليهود، سواء المقيمين أو المهاجرين الجدد، للانتقال والسكن في هذه المستوطنات والبلدات، بمنحهم جملة كبيرة ومتنوعة من الإغراءات والامتيازات، الاقتصادية والاجتماعية، التي أتت أكلها طوال سنوات عديدة.
الصفحة 231 من 324