تحمل التطورات السياسية الإقليمية، العلنية منها على الأقل أو ما كُشف عن بعض الخفيّ منها، خلال الأشهر الأخيرة، العديد من الإشارات والدلائل على أن تغيرات جدية وعميقة تحصل في مسار العلاقات الثنائية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مما يُعتقد ويُرجح بأنه سينقل هذه العلاقات من غياهب السرية والتستر والحرج إلى منصة العلن والجهر اللذين لا يحرجهما شيء.
تواصل اللجان المختصة في الكنيست الإسرائيلي مناقشة ما أصبح معروفا باسم مشروع قانون "فقرة التغلب" لإعداده وطرحه على الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه وإقراره، نهائيا، بالقراءتين الثانية والثالثة ليصبح نصا قانونيا ملزما في دولة إسرائيل.
برز في الآونة الأخيرة عدد من المقالات العبرية التي استخدمت عبارة "الخجل من الدولة" على خلفية الشعار الذي اختير للاحتفالات بيوم استقلال إسرائيل: "نعم، هناك سبب للتفاخر". وربما جاء استخدام عنصر الخجل كردّ مباشر على المضمون "العاطفي" الذي تحاول المؤسسة الحاكمة تسويقه. وهذا علماً بأن الأقلام التي عبرت عن شعورها "بالخجل بالدولة" تعرّف نفسها غالباً كمن تقع في خانة التعريف الصهيوني. أي أننا لا نتحدث عن أصوات راديكالية في هذا الباب.
جاءت التحضيرات لاحتفالات العام السبعين ليوم استقلال إسرائيل، وفقاً لتسميته الرسمية، لتكشف المزيد من مكامن ومظاهر الأزمات، بعضها على المستوى الضحل، السياسي "التراشقي"، وبعضها الآخر نحو العمق، وهو ما يصح تسميته بالأزمات العضال، المرتبطة بمفاصل السياسات المتواصلة وعلى وجه الخصوص تلك الموجهة ضد الشعب الفلسطيني، بكل ما يرتبط بها ويتفرّع.
انتقد التقرير الدوري لمنظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD، بشدة، وضعية البنى التحتية الإسرائيلية في مجالات متعددة، واعتبرها من الأكثر تخلفا، مقارنة بالدول المتطورة الأعضاء في المنظمة. وركز التقرير بشكل خاص على وضعية شبكات الطرق، والنقص الحاد في الشوارع، إلى جانب النقص الحاد في عدد الأسرّة في المستشفيات، إذ رأى التقرير أن إسرائيل بحاجة لزيادة عدد الأسرّة بما بين 30% إلى 50% عما هو قائم اليوم.
الصفحة 225 من 337