(مقال نقدي لكتاب "أيهود براك وحربه ضد العفاريت. ماذا حل به؟ ماذا حلّ بنا جميعًا؟". تأليف: ران ادليست، إصدار "كنيرت"، "زمورا بيتان" و"يديعوت أحرونوت"، 504 صفحات)كان هذا الكتاب متوقعًا كطلوع القمر بعد غيابه في اليوم السابق. فأيهود براك شعر بالحاجة الملحة، أكثر من أي شخص آخر شارك في العملية السياسية الاسرائيلية - العربية، لأن يوضح للجميع أسباب إنهيار هذه العملية، في فترة ولايته القصيرة كرئيس للحكومة، ومعها إنهيار ما سُمي بـ "معسكر السلام الاسرائيلي". وأحسّ براك جيدًا – وبحق - بأنه خرج من هذه القصة على أنه النذل الأكبر. اليمين يتهمه بأنه "أعطى أكثر من اللازم"، وبذلك خلق سابقة مستديمة حول تقسيم البلاد والقدس، بينما لا يكتفي اليسار (أو ما تبقى منه) باتهامه بأنه فوّت فرصةً تاريخيةً للتوصل لحل إقليمي، بل يتهمه أيضًا بتراجع عملية المصالحة لأجيال عديدة، وبمسؤوليته عن الدماء الكثيرة التي أريقت – والتي ستُراق - نتيجةً لذلك. ولو كانت هذه هي الطريقة لرواية قصة هذا الشخص – وبشكل كبير، هذه قصة ران ادليست - فإننا أمام ما يشبه بطل تراجيديا يونانية، نحن مشاهدوها ونحن المشاركون فيها ونحن ضحاياها. ويبدو لي أن ورود المصطلح deus ex machina عدة مرات في الكتاب، لم يكن من قبيل الصدفة.
"المفاوضات لم تعد مجدية"، بهذه الكلمات أجمل عمرام متسناع <جهود الوحدة> التي بذلها الاثنان على مدار ثلاثة لقاءات جمعتهما بعد الانتخابات التشريعية، استجابة لما اتفق الاثنان على انه <حالة طوارىء> اقتصادية وسياسية تمر بها اسرائيل هذه الايام.
بقلم: يوسف الغازييضطر العمال الفلسطينيون من الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين يعملون في اسرائيل بموجب تصاريح وتدفع عنهم رسوم التأمين الوطني، الى اجتياز طريق محفوف بالعوائق الصعبة عند قدومهم للحصول على مستحقاتهم او تعويضاتهم المترتبة على اصابات العمل.
قبل أربعين سنة كانت الظروف السياسية والاقتصادية في آسيا (عدا اليابان) وفي الشرق الأوسط (عدا إسرائيل) تشترك في عدد من الخصائص. كلتا المنطقتين كانت منغمسة تماما في المستنقع الذي هو "العالم الثالث". معظم الحكومات كانت تحت سيطرة نخب صغيرة فاسدة يدعمها العسكر والأجهزة الأمنية الأخرى. لم تكن هناك فسحة للتسامح مع الآخر ولا للتعددية، وكان الاقتصاد راكدا. واستشرى آنذاك العنف والنزاعات، سواء في الداخل أو فيما بين الدول.منذئذ تمكنت آسيا، بما فيها الصين والهند، من تحقيق تقدم هائل، اقتصاديا وسياسيا، ولكن الشرق الأوسط العربي ما زال في مكانه الذي كان فيه في الستينات. ومع استثناء جزئي لدول الخليج المصدرة للنفط فإن الفقر ازداد رسوخا والأنظمة السياسية بقيت منغلقة. الحكام يجلسون على كراسيهم مدى الحياة (لا بل وبعد الموت، مع بدء حقبة "الرئاسة بالوراثة" في سوريا).
الصفحة 818 من 860