من شدة الحماس في المفاضات مع المفدال والليكود حول الطابع اليهودي - الديني لدولة اسرائيل، نسي قادة "شينوي" التحدث مع شركائهم المستقبليين حول مستقبل الدولة الديموقراطي - الصهيوني. الإنشغال بهذا المستقبل لم يعد من نصيب المفكرين؛ السؤال النظري – ما إذا كانت أقليةٌ يهودية ستظل مسيطرة على اغلبية عربية - سيغدو في الكنيست الـ 16 سؤالاً وجودياً. ولكن، على الرغم من أن جميع خبراء الديموغرافيا يؤكدون أن عدد العرب بين البحر والنهر سيفوق عددهم من اليهود قبل نهاية هذا العقد، إلا أن مُنتخبي الجمهور يطمسون الموضوع.
تنبأوا ما تريدون عن الحكومة الـ 30 لدولة اسرائيل، يبقى أمر واحد مؤكد: انها سوف تزودنا بإثارة واهتمام كبيرين.المزاوجة بين لبيد وأيتام، مع ليبرمان علاوة عليهما، تبدو - ظاهريا - كوصفة لبرنامج صراخ في التلفزيون، لا كقاعدة لحكومة ستخرج الدولة من الوحل.دارت المفاوضات، حتى يوم الجمعة الأخير، في مسارين متوازيين - واحد في منزل وزير المالية الموعود ايهود اولمرت، والثاني بواسطة اوري شاني. اولمرت تركز في "شينوي" و "المفدال"، وشاني – في "شاس" و "العمل". حتى منتصف ليلة امس، حين استدعاهم شارون جميعًا الى القدس، كان يبدو ان مسار اولمرت هو المنتصر.
يقدّم رئيس كتلة "الليكود" في الكنيست، غدعون ساعر، صباح الأربعاء القادم، الاتفاقات الائتلافية الموقعة بين "الليكود" وأحزاب: "شينوي"، "المفدال" و"هئيحود هليئومي" (في حالة الأخير فإن المفاوضات معه تجري حالياً والأرجح أن ينضم إلى الحكومة)، للتصويت عليها في جلسة خاصة من المفترض أن تعقدها الكنيست يوم الخميس القادم. وسيكون من اللازم على الكتل الائتلافية أن تحصل على موافقة هيئات الأحزاب قبل طرح الاتفاقيات للتصويت عليها في الكنيست.
من المتوقع ان يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون الاربعاء 26 شباط التركيبة شبه النهائية لحكومته الثانية، بعد ان نجحت طواقمه التفاوضية في التوصل الى تركيبة ائتلافية <مريحة، بحق الضائقة>، هناك من يقول انها قد تكون سبباً في تقصير عمر حكومته في مرحلة تالية، وقبل الأوان.
الصفحة 817 من 860