في أوج القوة البرلمانية للمستوطنات الزراعية والكيبوتسات، في سنوات الدولة الأولى ، فاز عضو كنيست أو ثلاثة وحتى أربعة من أصل تجمع سكاني واحد. وفي معظم الحالات كان هذا التجمع لا يضم إلا بضع مئات من السكان. نهلال كانت أبرز التجمعات التي خرج منها عدد كبير من أعضاء الكنيست ولكن هناك تجمعات أخرى أرسلت أزواجاً من أعضاء الكنيست مثل عين حارود (اسحق طبنكين وأهرون تسيزلينج) ومشمار هعيمك (يعقوب حزان ومردخاي بنطوف).
جواسيس إسرائيل: صناعة وتجارة وسياسة.. ومعلومات
صدر قبل أيام كتاب "جواسيس ليمتد ـ شركات وصناعات متطورة يديرها أسياد الاستخبارات الاسرائيلية" للباحثة ستايسي مان، وهو كتاب مشوق يكشف الغطاء عن أسرار الاستخبارات الإسرائيلية وأساليب عملها والشبكة العنكبوتية التي ينسجها جواسيسها حول العالم. والكتاب صدر عن "الدار العربية للعلوم" في بيروت، وكان قد صدر بنسخته الإنجليزية عن "الفايننشال تايمز" منذ ما يقارب الشهر، ويجده القارئ بنسخته العربية في "معرض الكتاب العربي والدولي" في بيروت الذي افتتح هذا الأسبوع. ويكشف الكتاب كيف أن اسرائيل تختار خيرة شبابها لمهنة الجاسوسية، وكيف أن هؤلاء بعد تقاعدهم يقيمون شركاتهم الخاصة داخل إسرائيل وخارجها، لتتمدد الشبكة وتتحول المهنة إلى صناعة و"بيزنس"، الاسرائيليون أسياده. وتتحدث المؤلفة ستايسي مان عن مهارة الإسرائيليين بحماس عال بعد أن قامت ببحث ميداني وافٍ. وفيما يلي ننشر مقطعاًً من الكتاب الذي يحمل بين طياته الكثير من التفاصيل المثيرة:
تسربت مؤخراً دراسة، يفترض أنها بالغة السرية، أعدها مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية. وعلى رغم ما فيها من دواعي لفت الانتباه والفضول، فإن تلك الدراسة مرت كهذا دون أن تنال من الاهتمام القدر الذي تستحق. والغريب في الأمر أن مضمونها هو من ذلك النوع المفترض فيه أن يثير "فرقعة" مجلجلة حال انكشافه للعلن عبر وسائل الإعلام، بحكم كونها تفضح، بشكل لا لبس فيه، السياسة الحالية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.
تعيش إسرائيل، كدولة ديمقراطية تقبع في صراع مستمر، حالة خاصة. فمن جهة، ينتخب المواطنون فيها ممثليهم للكنيست (البرلمان) التي تشكل سلطة سيادية تخضع لها الحكومة فيما يخضع الجيش للأخيرة. ومن جهة أخرى، فإن واقع الصراع المستمر بل والعنيف أحياناً، يتطلب إعطاء الجيش حرية العمل حتى يتمكن من توفير "السلعة" أو النتيجة التي ينشدها الجميع ألا وهي الأمن القومي والشخصي. لذلك فإن مسألة الأمن تحظى غالباً بأولوية على المسائل الأخرى.
الصفحة 772 من 883