بقلم: الوف بنقبل اكثر من عشر سنوات قاد ارئيل شارون ثلاثي "وزراء الاطواق" في حكومة الوحدة التي ترأسها اسحق شامير. وقد سعى شارون وشريكاه – دافيد ليفي واسحق موداعي- الى كبح وتكبيل رئيس حكومتهم حتى لا يسير في طريق التنازلات الذي مثله شمعون بيريس وادارة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب.
تركّز "إستطلاع السلام"، في ضوء تعمّق الأزمة الاقتصادية في إسرائيل وإستمرار الحرب في العراق، في ردود فعل وتقديرات الجمهور الاسرائيلي بصدد هذين الموضوعين. وبالنسبة للأزمة الاقتصادية، فإن ما يقارب نصف الجمهور اليهودي في إسرائيل، يُرجعون الأزمة، أولا وأخيرًا، لانهيار العملية السياسية ولإندلاع الانتفاضة. الباقي يرون في سياسات حكومات إسرائيل وفي وضع الاقتصاد العالمي وفي التصرف الاقتصادي عند مواطني إسرائيل الأسباب الأساسية للأزمة. كما ينقسم الجمهور بالتساوي تقريبًا حول السؤال ما إذا كان تحقيق حل سياسي مع الفلسطينيين هو شرط لازم لحل الأزمة، أم أنه من الممكن الخروج منها من دون حل سياسي. ولكن، الغالبية الكبيرة من الطرفين تعتقد أن خطة الحكومة الاقتصادية الجديدة ليست الطريق الصحيحة لإخراج المرافق الاسرائيلية من الأزمة.
صفقة الأسلحة الكبيرة الأخيرة التي عقدتها سوريا لصالح العراق، واثارت غضب الولايات المتحدة بشكل خاص، هي امتلاك 500 صاروخ حديث مضاد للدبابات. انها صواريخ "كورنط" المشار اليها لدى حلف "الناتو" بـ AT- 14 موجهة بالليزر ويبلغ مداها الأقصى حوالي 5،5 كيلومترات. هذه الصواريخ تم تطويرها في الصناعات العسكرية الروسية وتم اقتناؤها من مصنع KPB في روسيا وتم نقلها الى العراق عن طريق سوريا .
ان قبول خريطة الطرق التي اقترحتها اللجنة الرباعية من شأنه ان يحقق لـ (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات اهم انتصار في حياته. وعلى الرغم من انه (اي عرفات) أخل بشكل سافر بكل التزاماته المنصوص عليها في اتفاقيات اوسلو، ورغم انه يتحمل المسؤولية عن قتل اكثر من 1000 اسرائيلي - من بينهم قرابه 800 قتيل صرعوا خلال احداث العامين الاخيرين - الا انه لا زال يفلت من العقاب. وعلى العكس، فانه يحتفظ بالتنازلات المفرطة التي قدمت له في اوسلو، ويحصل فوقها على مكاسب جديدة رفض حتى يوسي بيلين وشمعون بيرس منحها له: اقامة دولة مستقلة، "دولة تتمتع باستقلالية، قابلة للحياة، وذات سيادة ووحدة جعرافية قصوى"، باعتبار ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض.هذه الدولة هي الهدف المركزي في خريطة الطريق، وهو ينبع من قناعة طائشة لدى "اللجنة الرباعية" مؤداها ان قيام مثل هذه الدولة سيؤدي في حد ذاته الى احلال السلام.
الصفحة 769 من 860