مع انهيار الإمبراطوريات القديمة، طمح اليهود إلى السيطرة على وطنهم التاريخي. لكن مجموعة أخرى اعتقدت أنه وطنها أيضا.
إنه تاريخ يروى عادة من خلال واحد من فنين قصصيين: صهيوني أو فلسطيني. يعتمد مدى بروز أحدهما على الآخر على الميزان السياسي للقوة. من هنا، الرواية الإسرائيلية معروفة أكثر في الغرب، أما تلك التي يعرضها الطرف الأضعف، الفلسطينيون، فهي أقل انتشارا بكثير.
فضلاً عن مفاعيل صيغ تجاوز الصراعات الشخصية، التي لا يجوز التقليل من أهميتها، فإن "تذليل العقبات" أمام إقرار خطة "فك الارتباط" من جانب الحكومة الاسرائيلية أسهمت فيه عدة عوامل قد تبدو متوارية عن الأنظار، لكنها تعتبر عوامل مباشرة وفي صلب الأحداث.
لا تنتهي متاعب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، بمجرد إتضاح وجهة المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، ميني مزوز، بشأن تقديم أو عدم تقديم لائحة إتهام ضد الأول بتهمة الارتشاء والفساد. ففي الواقع الاسرائيلي نفسه ما يشير، بصفاء وصراحة، إلى أن الأزمة تتعدى هذه المسألة، على أهميتها البالغة، بكثير.
خاص ب"المشهد الاسرائيلي":
رغم الظلام الدامس خلف القضبان في سجن عسقلان نجح الاسيران الفلسطينيان محمود الصفدي وابن شقيقته نمر الصفدي في كسر العزلة المضروبة عليهما باحكام شديد واطلاق طاقاتهما الخلاقة مجسدين نموذجا لعظمة الارادة ولانتصار الزند على قيده الحديدي. ويتجلى ذلك عبر حصول الاول على اللقب الجامعي الاول ومشارفة الثاني على انجاز الماجستير في الجامعة المفتوحة، ورعايتهما لمشروع مشترك يتمثل في اقامة موقع خاص يروي قصة معاناة وصمود المناضلين داخل المعتقلات الاسرائيلية ويشكل منبرا لابداعات الاقلام الاسيرة.
الصفحة 757 من 880