ردود الفعل الغاضبة في إسرائيل على المقاطعة التي فرضتها رابطة المحاضرين الجامعيين في انجلترا على جامعتي بار- إيلان وحيفا، أفلحت كما هي العادة في حرف النقاش عن السؤال المركزي، سؤال الاحتلال، نحو سؤال ثانوي، هو ردود الفعل على الاحتلال.
أكد المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن النبأ الذي سبق أن نشرته صحيفته، أواخر الأسبوع الماضي، حول كون المرحلة الثانية من الانفصال مطروحة على جدول أعمال رئيس الحكومة "يعلمنا أنه تم استيعاب الرسالة الأميركية من زيارة شارون في الولايات المتحدة"، وأن "لدينا من بات يدرك أنه لن يكون في مقدورنا الارتياح فوق أكاليل الغار في اليوم التالي للانفصال. فالأميركيون لن يسمحوا لنا بذلك".
جاءت ردود فعل المعلقين على الهتافات العنصرية التي أطلقها مشجعو نادي "بيتار" القدس في حدود المتوقع. إذ لم يكن مفاجئا على الإطلاق رؤية كل هذه الاستنكارات والإدانات الواسعة، كما لم تكن ثمة حاجة فقط لانتظار البيان الصحفي الذي أصدره عضو الكنيست يوسي سريد والذي دعا إلى إغلاق "إستاد تيدي" لكرة القدم في القدس. فقد كان واضحا بأنهم سينقضون على الأمر كحال من ظفر بمغانم كثيرة. ولا عجب، فليس هناك من هو أفضل من جمهور "بيتار أورشليم" ليقلبهم إلى أناس متنورين ومناوئين للعنصرية.
كإنسان مستقيم، من المتوقع أن أشفق على المستوطنين في غوش قطيف، أن أضمهم إليّ، أن أذرف الدموع لمعاناتهم.
وبالفعل، فهناك ما يتوجّب الشفقة. أناس يُقتلعون من الأرض التي يسكنون فيها منذ عشرات السنين. أشخاص في ذروة حياتهم يضطرون إلى بدء حياتهم من جديد في مكان آخر. أولاد ولدوا في ذلك المكان يُنتزعون منه ويضطرون إلى الانتقال إلى مدارس في أماكن أخرى. أشخاص أصحاب مصادر رزق وفيرة يضطرون إلى إعادة بناء مصدر رزقهم من جديد، ومن يدري فيما إذا كانوا سينجحون في ذلك.
ولكن ما العمل، لا يمكنني أن أشفق. أريد ولكني لا أنجح في ذلك.
الصفحة 745 من 880