نجح فنيّ إيراني يدعى جلال الدين طاهري، كان يعمل في المفاعل النووي، في الهرب إلى أوروبا حيث كشف النقاب هناك عن برامج آيات الله لإنتاج الأسلحة النووية.
استقبل طاهري في مختلف أنحاء العالم استقبال الأبطال. اقترحت منظمات السلام ترشيحه للحصول على جائزة نوبل للسلام. الرئيس بوش رفع من شأنه وكال له المديح. أريئيل شارون دعاه لزيارة إسرائيل وللعيش فيها، حتى أنه كنّاه "عزيز أمم العالم". أعلنت آيات الله عنه خائنا، كافرا، صليبيا وصهيونيا.
هذه القصة هي من وحي الخيال. إلا أنها توازي قصة مردخاي فعنونو موازاة تامة، وهو الشخص الذي يرى فيه الإسرائيليون خائنا بغيضا. هذا الأمر يثبت أن الخيانة، مثلها مثل الإباحية، هي أمر يتعلق بالجغرافيا.
جرت مؤخرًا مظاهرة لحركات السلام الإسرائيلية الممأسسة لدعم خطة أريئيل شارون للانفصال. تردّدت أياما بالانضمام أو عدم الانضمام. ما زال ذلك يضايقني، والنقاش حول الموضوع لا ينتهي.
من المحتمل أن تكون أفضل طريقة لفحص الموضوع هي طرح التعليلات المؤيّدة والمعارضة
نبدأ بالتعليلات المعارضة:
أنا لا أصدّق شارون. دافيد بن غوريون، الذي أحب شارون بالذات، قال قبل 40 سنة إن شارون هو كذوب محترف. "لو تمكّن من التخلص من سيئاته، مثل عدم قول الصدق والانغماس في "القيل والقال"، لكان قائدا عسكريا يحتذى به"، هذا ما سجّله بن غوريون في يومياته بتاريخ 29 كانون الثاني 1960.
قبل برامج وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان عدم المساواة في الدخل الصافي للأجور في إسرائيل من الأكبر في العالم، على الرغم من المخصصات التي كانت تحول للشرائح الفقيرة والضعيفة، من خلال عبء ضريبي عالي جدا. وهذه الظاهرة خلقت شعورا بالاختناق بين اوساط الشرائح الفقيرة، بسبب الراتب المنخفض جدا نسبيا، وبين اوساط الشرائح الوسطى، بسبب نسب ضريبة الدخل العالية ايضا على الشرائح الضعيفة نسبيا.
طرح الوزير الاسرائيلي السابق وعضو الكنيست الحالي أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، في مؤتمر هرتسليا الخامس حول "ميزان المناعة والأمن القومي"، الذي عقد قبل اسبوعين في مدينة هرتسليا "مشروعه الخاص للحل الدائم والنهائي مع الفلسطينيين"، والذي في صلبه استبدال الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة منذ العام 1967، بتبادل أراض على أساس تواجد سكاني، فهو يريد ضم منطقة المثلث إلى الضفة الغربية مقابل الاحتفاظ بكامل المستوطنات في الضفة الغربية.
الصفحة 744 من 880