تهديد قوى اليمين للديمقراطية في إسرائيل في تصاعد دائم. وتوجد لذلك مؤشرات كثيرة، منها برامج ومخططات للمس بالمسجد الأقصى، خطابات ودعوات متطرفة للحاخامين، أعمال شغب وعنف للمستوطنين ومؤيديهم. ولسلطة اليمين المتطرف جيش كامل من المستوطنين ولليمين المتطرف مقدرة تنظيمية وجهاز كامل من النشيطين المستأجرين والمتطوعين وكذلك مقدرة التوجه المفتوح إلى أجزاء في جهاز التعليم.
حصلت خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، ثورة صغيرة في مهنة المحاماة في إسرائيل. وخلال هذه الفترة القصيرة دخل إلى الحلبة القضائية- الاجتماعية عشرات المحامين، الذين بدأوا يسخّرون مهاراتهم المهنية ومواهبهم القضائية، من أجل تغيير النظم القائمة، من خلال استعمال القضاء.
يتواصل الصّخب منذ ثلاثة أسابيع ولا ينتهي. تزعزعت أركان الدولة ليس بسبب الانفصال وليس بسبب قتل المتظاهرين ضد الجدار بل بسبب أغنية.
وكما جرت العادة لدى المسيحيين اعترفت نوعمي شيمر، عشية وفاتها، بالخطيئة الكبيرة التي ارتكبتها في حياتها: أغنيتها الأكثر شهرة، "يروشلايم شل زهاف" (القدس الذهبية)، ليست إلا نسخة عن أغنية تهليلية باسكية. لقد سمعت اللحن قبل سنوات من المطرب الإسباني باكو إبنز عندما قدّم عرضه في يافا.
نشرت صحيفة "هآرتس"، يوم الثامن من أيلول الجاري، في رأس صفحتها الأولى، نبأ مثيرا: "أطباء: عرفات مات من الإيدز أو من التسمم". الإيدز تصدّر المكان الأول.
طيلة عشرات السنين، خلال حياة ياسر عرفات، أدارت كل وسائل الإعلام الإسرائيلية، بإيحاء من الحكومة، حملة مركّزة ضد الزعيم الفلسطيني (كانت "هعولام هزيه" هي الاستثنائي الوحيد). مئات الملايين من عبارات الكراهية و"الشيطنة" كيلت على هذا الرجل أكثر من أي شخص آخر في جيله. إذا كان هناك من يعتقد بأن هذه الحملة ستنتهي بموت عرفات، فإنه مخطئ. هذه المقالة، بقلم آفي يسسخاروف وعاموس هرئيل، هي استمرار مباشر لتلك الحملة.
الصفحة 731 من 869