على ما يبدو فإن خطة الانفصال عن غزة، لم تقف في صلب القرار "باستبدال الخيول" خلال السبق، وتعيين قائد سلاح الجو السابق، دان حالوتس، رئيس قادمًا لهيئة أركان الجيش الاسرائيلي. وعلى ما يبدو، ايضا، فإن فقدان الانسجام بين وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس هيئة الأركان موشيه يعالون لم يكن عاملا حاسما في هذا القرار. وعمليا فإننا نفهم من شخص ما "مقرب من رئيس الحكومة" ("يديعوت أحرونوت"، 23 شباط 2005) بأنه "ليس سرا ان رئيس الحكومة اراده"!، وهو يخلق انطباعًا بأن الحديث يجري عن امر أهم بكثير من خطة الانفصال. فلماذا بالذات قائد سلاح الجو؟.
لم يسم أحد هذا المؤتمر "مؤتمر أوفيرا"، ولا حتى ألسنة حال اليمين المتطرف. من يتذكر إسم "أوفيرا" اليوم، وهو الاسم الذي أطلق على "شرم الشيخ" بعد احتلالها، كخطوة أولى لضمها؟
من يريد أن يتذكر مقولة موشيه ديان بأن شرم الشيخ أهم من السلام؟ فديان ذاته عمل من أجل التوصل إلى سلام مع مصر وأعاد شرم الشيخ إلى أصحابها، إلا أنه في هذا الوقت كان 2500 شاب إسرائيلي قد دفعوا الثمن بدمائهم، ومن يدري كم ألفًا من المصريين دفعوا الثمن بحياتهم مقابل تلك المقولة التي قيلت أثناء حرب أكتوبر.
وزعت المستشارة القضائية لوزارة الداخلية الإسرائيلية، في الآونة الأخيرة، مذكرة قانون تم إعداده بهدف تمديد سريان قانون المواطنة والدخول الى إسرائيل، وحتى تشديد تعليماته. وكل ذلك تحت غطاء تعديل القانون وتوسيع تحفظاته.
يصف الشاعر الإيرلندي و. ب. ييتس، في إحدى قصائده، حالة من الفوضى بالقول: "إنه يدور في دائرة آخذة في التوسع/ لا يصغي الغراب إلى صوت صاحبه/ تنهار الأشياء؛ لا يمكن للمركز أن يبقى/ يسيطر الفساد على العالم/ ... لا توجد لدى الأخيار أية مبادئ، وأما الأشرار/ فتغمرهم المعتقدات المتطرفة...".
الصفحة 726 من 859