بتاريخ 10 أيلول 2022، أعلنت شركة الإنتاج السينمائي الأميركية "مارفيل ستوديوز" (Marvel Studios)، عن إطلاق شخصية جديدة للعب دور البطولة في سلسلة أفلام "كابتن أميركا" (Captain America). الشخصية الجديدة هذه المرة هي بطل خرافي إسرائيلي على هيئة أنثى، تحمل اسم "صابرا"، تعمل لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، وترتدي لباساً من أبيض وأزرق وتضع نجمة داود على جبينها (أنظر/ي الصورة)[1]. لاقى هذا الإعلان موجة عارمة من الانتقادات لما قد يعنيه الأمر من تطبيع صورة إسرائيل في واحد من أكثر سلاسل الأفلام شهرة وحضورا على المستوى العالمي، خصوصا بين فئة الأطفال والشبان. لكن شركة "مارفيل ستوديوز" ماضية، على ما يبدو، في إنتاج هذا الفيلم الذي من المتوقع أن يبدأ عرضه في شهر أيار 2024. تلقي هذه المقالة الضوء على شخصية "صابرا" وأهمية سلسلة أفلام "كابتن أميركا" بالنسبة لإسرائيل التي لا تدخر جهدا لتبييض صورتها في الإنتاج السينمائي، خصوصا في هوليوود.
يواجه جهاز الصحة الإسرائيلي تحديات كثيرة، كما يقول مختصون ومحللون كثُر، وخصوصاً على خلفية الاحتجاج المتواصل للأطباء المتدربين الذين يطالبون بشروط تشغيل وأجر لائقين. فهم يشكون من إلزامهم بالقيام بمناوبات عمل طويلة ومنهكة، بدرجات تهدّد جودة بل سلامة الخدمة التي يفترض أن يقدموها للمرضى.
أظهرت النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية السويدية تمكن حزب أقصى اليمين الديمقراطي من مضاعفة قوته والحصول على 20% من أصوات الناخبين. يعني هذا أن الحكومة السويدية القادمة سيشكلها اليمين وأن الحزب سيكون شريكا فيها. يأتي ذلك بعد ثماني سنوات من حكم اليسار الاشتراكي بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تبنى سياسات عالمية متزنة كان من بينها اعتراف السويد بدولة فلسطين. ينطوي هذا التغيير على إرهاصات مستقبلية مقلقة فلسطينيا، إذ إن علاقات جديدة نمت وتطورت في العقدين الأخيرين بين اليمين المتطرف الأوروبي وإسرائيل، وذلك على الرغم من أن كثيراً من أحزابه ولدت من رحم الفاشية والنازية الجديدة التي نبتت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وارتبطت بحبل صرتها بمعاداة السامية وظلت حتى وقت ليس بعيد مقاطعة رسمياً من قبل إسرائيل.
ظهرت إلى السطح في الأيام الأخيرة قضيتان من القضايا الداخلية الأكثر إلحاحا التي تواجهها إسرائيل: أزمة الاختناقات المرورية، الناجمة عن تأخر تنفيذ مشاريع بنيوية كبيرة، بالتزامن مع تدفق المركبات بوتيرة عالية، تفوق طاقة الشوارع، خاصة في السنوات الست الأخيرة. والثانية، هي قضية إنتاج الكهرباء على صعيدين: الأول خطر أن تواجه إسرائيل نقصا في الكهرباء في السنوات القليلة المقبلة، والثانية هي عملية الانتقال بوتيرة أسرع نحو الطاقة المتجددة.
بتاريخ 6 أيلول 2022 انتُخب شلومو نئمان رئيسا جديدا لـ"مجلس المستوطنات" (أو ما يسمى بالعبرية "مجلس يشع"). و"مجلس المستوطنات" هذا هو جمعية عامة تمثل كل المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة (حتى بعد الانسحاب منه)، وتمثل مصالح كل الإسرائيليين المقيمين في الأرض المحتلة منذ العام 1967، وتشكل جسماً ضاغطاً أو استشارياً أمام الحكومة الإسرائيلية، وتضطلع بكل المهمات المتعلقة بتوسيع الاستيطان، ومساعي فرض السيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. سيتم في الشق الأول من هذه المقالة، التركيز على مجلس "يشع"، لمعرفة تنظيمه الداخلي، مهماته، وأساليب علمه، ومصادر تمويله. والقسم الثاني سيعرض بإيجاز بروفايل رئيس المجلس الجديد، وسيرته المهنية.
إلى الشرق من قراوة بني حسان، في محافظة سلفيت، تقع البؤرة الاستيطانية "معاليه يسرائيل". تحتوي البؤرة على كرافانات عدة أقيمت ابتداء من العام 1997، وما تزال مأهولة بسبب قربها من التجمع الاستيطاني "برقان" في عمق الأراضي المصنفة "ج". يعتبر المجتمع الصهيوني الديني المتطرف الذي يسكن هذه البؤرة، الأراضي المصنفة "ج" بمثابة تخوم مفتوحة، فارغة من السكان الأصلانيين، وإن كان يشوبها بعض الأشواك والمارقين والوحوش البرية الفلسطينية التي يمكن "تحييدها". بالتالي، فإن أراضي "ج"، تكاد تشبه مفهوم الغرب الجامح (wild west) في ذهنية المستوطن الأميركي الكاوبوي، الذي استوطن بداية في شرق القارة الأميركية الشمالية، ثم تخلص من السكان الأصلانيين، قبل أن يتحوّل إلى راعي بقر، ويمتطي الخيول لينطلق غرباً ويحوّل أراضي الغرب الجامح، والمتوحش، وغير المأهول إلى أراض "حضارية" يقوم المستوطن بتعميرها. وبالعودة إلى البؤرة الاستيطانية "معاليه يسرائيل"، فقد أقام المستوطنون فيها مزرعة خيول في العام 2009، وأطلقوا عليها اسم "الغرب الجامح"، ربما تيمناً بأسلوب المستوطن الأميركي الكاوبوي.
الصفحة 69 من 324