بين المناطر العديدة في الجليل، بين الفيللات الفخمة والحدائق المستثمرة فيها مبالغ طائلة، تختبىء احياناً كروم من الزيتون. ولأن أشجار الزيتون هي جزء من المنظر العام، فهي لا تلفت الانتباه كثيرًا. لكن سلطات التخطيط في الجليل تعتبر تلك الكروم مصدرًا لمواجهات مستقبلية محتملة: ذلك ان تلك الكروم، في غالبية الحالات، هي اراض بملكية خاصة لمواطنين من غير اليهود قد يحصلون على تراخيص للبناء فيقيمون حيًا عربيًا، مسلماً او مسيحيًا او درزياً، في قلب بلدة يهودية صغيرة.
سكان البلدة يشعرون بالصدمة والمرارة. وغالبيتهم يرفضون الاشتباهات التي تربط الثلاثة من جلجولية بواحدة من أخطر الحالات التي يرتبط فيها عرب من إسرائيل بالنية للمس بيهود * الحالات التي يضلع فيها مواطنون عرب في "المخالفات الامنية" هامشية من الناحية الاحصائية، وما زال "التابو" على مثل هذه الأعمال صلبًا. ولكن بعد الاعتقالات في جلجولية والاتهامات الخطيرة بشكل خاص، أعاد الرئيس الاسرائيلي، موشيه قصاب (الاثنين 31/3)، نداءه للقيادة العربية "لنبذ" ما وصفه بضلوع المواطنين العرب في النشاطات "الارهابية".
ماهو المنطق الاقتصادي في خطة نتنياهو؟ ان كان "ليس ثمة مال" في الخزينة، كما اعلن وزير المالية، فلم يكن بالامكان تحويل 2،5 مليار شيكل لتمويل خفض الضرائب الذي يستفيد منه، اساسًا، أغنى الأغنياء، وتحويل 5،1 مليار شيكل لخفض رسوم التأمين التي يدفعها المشغلون ارباب العمل، ومليار شيكل لتمويل فائض ميزانيات بلدية ولبناء مساكن شعبية في المناطق (الفلسطينية).
تتواصل في اسرائيل الاضرابات والتشويشات في القطاع العام والسلطات المحلية، إحتجاجًا على خطة التقليصات الجديدة، التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية، نهاية الأسبوع الماضي، والتي ستُطرح للمصادقة عليها في الكنيست بالقراءة الأول، في غضون الأيام القريبة * أصحاب المصالح يضغطون على "الهستدروت" لوقف الاضرابات..
الصفحة 1015 من 1047