مسار العملية الانتحارية التي وقعت في تل أبيب فجر يوم الاربعاء (30/4) يشكل، منذ سنين، مصدر قلق كبير للأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها "الشاباك": ناشط في تنظيم اسلامي أصولي، يحمل جواز سفر أوروبيا، ومن شبه المؤكد انه ذو ملامح غربية، يدخل الى البلاد بقناع ساذج، بينما هو ينشط، عمليًا، مبعوثًا من الأجهزة التنفيذية الماهرة في تلك التنظيمات. حتى ان هذه لم تكن المرة الأولى التي تحقق فيها هذا السيناريو. لكن ما يميز العملية التي وقعت أخيرا هو ان الانتحاريين نجحوا في الوصول الى هدفهم.أفضليات ارسال انتحاريين أجانب، بالنسبة الى التنظيمات الارهابية، واضحة ولا ريب فيها. فخلافاً للفلسطينيين، يستطيع الأجانب الدخول الى البلاد بدون اية قيود، تقريباً.
إذا كان في الإمكان اختزال الذرائع التي تسوّغ الانزياح يميناً في المجتمع الاسرائيلي، خلال السنتين الأخيرتين، في ذريعة محورية واحدة تعتبر الأكثر رواجاً حتى الآن، وتتمثل في تفجّر الانتفاضة الثانية (انتفاضة القدس والاقصى) وما تعنيه في القراءة الإسرائيلية من "لجوء الفلسطينيين الى العنف ضد إسرائيل"، فإن دلالات هذا الانزياح لا تبدو متعلقة بهذه الذريعة فقط، وإنما تحيل الى بنية المجتمع الإسرائيلي ذاته، المشدودة بدورها الى نشوء الحركة الصهيونية وصولاً الى صيرورتها الراهنة.
تواصل اسرائيل حشدها الاعلامي والدبلوماسي ضد سورية، في توجه واضح للضغط على ادارة ورج بوش لتصنيفها "عضوًا فاعلاً في محور الشر".
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز (الثلاثاء 1/4) لتعزز هذا الاتجاه الذي بدأ مع بدء العدوان الامريكي – البريطاني على العراق قبل حوالي اسبوعين. وقال موفاز في تصريحات صحفية ان الولايات المتحدة واسرائيل تتعاملان بنفس الخطورة مع المساعدات العسكرية التي تنقلها سورية للعراق، وكذلك مع تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة (لصحيفة السفير اللبنالنية) التي يقول عنها موفاز انها "اثبتت من ناحية سورية انه لا توجد امكانية لسلام مع اسرائيل".
أصدرت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية والاسرائيلية، تطلق على نفسها اسم "مجموعة العمل من اجل السلام الإسرائيلي – الفلسطيني"، "نداء من أجل السلام"، سجلت فيه موقفاً من الأحداث وأعلنت عن تأسيس "مجموعة العمل من اجل السلام الإسرائيلي – الفلسطيني".
وقع النداء حتى الآن كل من: سمير عبد الله، ناديه عبد الله حسين قعدان، اميه ابو حنا، شولميت الوني، كالمان التمان، جانينا التمان، دانئيل عميت، زلمان عميت، يوسي اميتاي، مئير عمور، حنان عشراوي، اوري افنيري، اريئيله ازولاي، غابي برامكي، عنات بيليتسكي، فيكتوريا بوخ، نعومي حزان، رايه كوهن، جدعون فرويدنتال، راحيل غيورا، يهوديت هرئيل، مانويل حساسيان، ساره هيلمن، حنان حيفر، زهيره كمال، غسان خطيب، باروخ كمرلنغ، اورلي لوبين، احمد مجدلاني، كميل منصور، روحامه ماراتون، ايساك نيفو، عادي اوفير، افراهام عوز، غابي بيتربرغ، صالح رأفت، سمير رنتيسي، تانيا راينهارت، طوفه روسون، سميح شبيب، محمود شقير، عزمي الشعيبي واورن يفتاحئيل.
الصفحة 1014 من 1047