الالتفاف الإسرائيلي على التسوية
(حق العودة نموذجاً)
بقلم: ماجد كيالي
الجدار. إنه المسؤول عن كل شيء. عن انعدام الأمن، والانحدار بقوة للفقر والبطالة، والشعور الثقيل بالاحباط، وصعوبة حل المشاكل المتراكمة كمّا وكيفًا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفشل كل المحاولات للوصول الى حدّ أدنى من الاستقرار. إنه المسؤول الوحيد. ليس أنه مذنب، حاشا وكلا، بل إن غيابه الذي يمنع حلول نعمته الكامنة فيه، هو ما يبقي هذا الصراع على ما هو عليه من هَمّ ودم.
والسؤال هل الاقتصاد ينتعش حقا لن يُحسم الا بعد اشهر عديدة. فما بدأ ينتعش هو المزاج العام ومزاج المالية، وهذه ليست امورا هامشية. فللمزاج العام، ولمزاج المسؤولين، دور هام جدا في خلق الانعطافة. ولكن الجانب النفسي لا يكفي. ففي حالات الركود السابقة كان التصدير والاستثمارات والهجرة التي اجتذبت كل عربة الاقتصاد العالقة. فقد كانت الروافع التي أخرجتنا من الركود. وهذا العام، لا تزال أذرع الروافع هابطة: التصدير ينخفض، الاستثمارات لا تزال منخفضة والهجرة الي اسرائيل تكاد تكون توقفت. ودور مرجل الانتعاش يهبط، بالتالي، بكامله علي عاتق المستهلك الاسرائيلي.
تثير المعطيات المتضاربة حول الوضع الاقتصادي في اسرائيل حالة من الارتباك والحيرة لدى الخبراء ورجال الاقتصادج الاسرائيليين على حد سواء. ويجمع غالبية الخبراء الاقتصاديين الاسرائيليين على ان استمرار الهدوء الأمني من شأنه ان يوفر الارضية الملائمة للانتعاش الاقتصادي، هذا رغم ادراك جميع هؤلاء الخبراء بأن السنة المقبلة (2004) لن تشهد انطلاقة سريعة في وتائر النمو والنشاطات الاقتصادية في اسرائيل.
الصفحة 918 من 1047