يا عرب اسمعوا وعوا... فخلال سنة ـ وعلى الابعد سنتين ـ سيصبح انتقاد حزب «الليكود» جريمة عنصرية يحاسب عليها القانون!
لا والله، لا اكذب ولا أبالغ، لكنني ارانا سائرين نحو هذه النقطة وفق «خريطة طريق» مدروسة ومفروضة علينا لكي نصبح تلامذة نجباء تقبلنا مدرسة النظام العالمي الجديد، في فرعه الاقليمي بمنطقة الشرق الاوسط.
يقبل الرئيس ياسر عرفات «خارطة الطريق»، وترد الولايات المتحدة طالبة تنحيته. ويرفض أرييل شارون «خارطة الطريق»، فتدللـه الإدارة الأميركية وتدعوه إلى الحوار في البيت الأبيض.
أحد عشر يوماً مرّت منذ أن نشرت "خارطة الطريق"، الخطة الدولية لحل النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، ويبدو أنها آخذة بالاختفاء من الجدل الدبلوماسي. الادارة الامريكية قرّرت وضع خارطة الطريق جانباً، والتركز الان في الخطوات المتبادلة بين اسرائيل والفلسطينيين، لاستئناف العملية السياسية. وزير الخارجية، كولن باول، أوضح أمس في القدس بأن الادارة الامريكية لا تريد ان تنشغل الآن في صياغة بنود الخطة وفي ملاحظات الاطراف، انما تريد ان تدفع باتجاه بدء التطبيق، وبعد ذلك فقط ستبحث في المبادىء.الرئيس الامريكي، جورج بوش، لم يذكر أبداً خارطة الطريق في خطابه عن الشرق الاوسط أمس الاول، الذي وعد فيه بأن الادارة الامريكية ستعمل دون كلل على تحقيق تصور الدولتين، اسرائيل وفلسطين، لتعيشا جنباً الى جنب بسلام. جاء باول الى المنطقة لكي يظهر تدخّل الادارة الامريكية، ولكي يعانق على الملأ رئيس الحكومة الفلسطيني، أبو مازن. بوش تحدث عن "خطوات ملموسة" لاسرائيل والسلطة الفلسطينية تؤدي الى استئناف العملية السياسية. وباول يريد أن يدفع أبو مازن لمحاربة الارهاب، والحصول بالمقابل على حسن نوايا من رئيس الحكومة، ارئيل شارون.
"اسرائيل لن تقدم اي تنازلات في مجال الأمن"، هذا ما اكده مجدداً رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون الاحد 11 ايار، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول في القدس الغربية. وقال شارون "لا يمكن لاسرائيل ان تقدم اي تنازلات او تسوية الان او في المستقبل، حين يتعلق الامر بالامن".واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "حربا فعلية على الارهاب" من جانب الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تشكل "المفتاح لاي تقدم" في اتجاه السلام.
الصفحة 883 من 1047