كتب أسعد تلحمي:
فاحت أمس 29/11 رائحة انتخابات برلمانية مبكرة بقوة في اسرائيل وسط اجماع قادة الاحزاب السياسية كافة والمعلقين في الشؤون الحزبية على ان الحكومة الحالية برئاسة آريئيل شارون تصارع الموت ولم يتبق سوى اعلان موعد لانتخابات جديدة في العام المقبل. ونقلت مصادر اعلامية عن قريبين من شارون انه سيختار بنفسه الموعد الملائم لمثل هذا الاعلان وانه سيعمل من اجل أن تجري الانتخابات بعد تنفيذ خطته للانفصال الاحادي عن قطاع غزة اواخر الصيف المقبل او في اوج التنفيذ، لقناعته بان الخطة تتمتع بدعم واسع في اوساط الاسرائيليين، ما يعزز حظوظ ترشيحه على رأس لائحة الليكود من جديد وفوزه في الانتخابات العامة ليعود ويشكل حكومة ثالثة بزعامته.
السؤال الذي أبتغي عرضه هنا هو الآتي: ما هي المدارك الخاصة بالديمقراطية الإسرائيلية التي وجّهت "لجنة أور"، كما انعكست في تقريرها؟ أو، بكلمات أخرى، ما هي المدارك الديمقراطية، أو أيّ نوع من الديمقراطية رغبت "لجنة أور" في ترميمه؟
لو أن الأرقام تتكلم..
الطفلة إيمان الهمص إبنة الـ 13 عاما تتعرض لجريمة حتى بعد قتلها. ليس فقط تلك الجريمة التي سبق وتعرّضت لها بعد قتلها وتمثّلت بـ "التأكّد من قتلها" بصلية أوتوماتيكية من الرصاص بعد أن قضت (سبقتها رصاصتان أخريان، إضافة للرصاصات التي قتلتها..). ولا جريمة التلفيق التي برّأ أنفسهم من خلالها الجنود وضابطهم المباشر والمسؤولون عنهم، وتلقفها رئيس أركان جيش الاحتلال موشيه يعلون ليصدر صك براءة جماعي للجنود/ شهادة هدر دم لإيمان.
"الذين يميلون إلى التأثر بسخاء شارون بشأن الانتخابات في شرقي القدس عليهم أن يحذروا: لا تقرأوا شفاه رئيس الحكومة، وإنما تطلّعوا إلى يديه"
أكد الخبير القضائي الاسرائيلي دانيئيل زايدمان، في تعليق خصّ به صحيفة "هآرتس" يوم 25/11، أن ثمة ما يفاجئ في الاستجابة الظاهرية من قبل رئيس الحكومة، أريئيل شارون، لمطلب إشراك فلسطينيي شرقي القدس في انتخابات السلطة الفلسطينية. إذ من المعروف أن شارون ليس نصيراً كبيراً لـ"تدابير بناء الثقة"، وخصوصاً في العاصمة. ومنطقي أكثر الافتراض بأن رئيس الحكومة فهم أنه حتى إدارة بوش المتعاطفة، لن تتمكن من ابتلاع حرمان حق الانتخاب في إجراء ديمقراطي تطالب الإدارة الأميركية علناً به.
الصفحة 743 من 1047