من وديع عواودة:
أعرب النائب عن حزب "العمل"، أوفير بينيس، الذي أسندت اليه حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة الاسرائيلية هذا الاسبوع عن ثقته بأن حزبه يوشك على استعادة روحه ومكانته التاريخية نحو تسلم مقاليد الحكم مجددا في اسرائيل. بينيس المعروف بكونه لاعبا رياضيا ولاعبا ماهرا في الحلبة السياسية على حد سواء فاز بالمكان الأول في الانتخابات الداخلية في "العمل" قبل نحو الاسبوعين لتحديد هوية مندوبيه في حكومة التكتل القومي. وفيما أشار البعض الى قدراته القيادية كسبب لنجاحه أشار الاخرون الى أن تناطح الرؤوس الكبيرة قد جاء في صالحه. بينيس، الذي لم يتعد الخامسة والاربعين من عمره، يبدي الكثير من الطموح والتفاؤل بيد انه يمتلك ما يكفيه من مهارات العمل الجماهيري واجادة التحدث بلباقة ودبلوماسية السياسة فيبعث الامل في أحاديثه من جهة ليسارع الى خفض مستوى التوقعات وابداء التحفظات من جهة اخرى. ويقول بينيس انه يواصل حتى اليوم اجراء لقاءات كثيرة ومكثفة مع جهات اسرائيلية مختلفة في اطار مساعيه لبلورة السياسة العامة التي سينتهجها مع تسلمه وزارة الداخلية.
على رغم أن مؤسس حزب «كديما» رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون ما زال يغط في غيبوبة، ولكن ربما بسبب ذلك، ما زال هذا الحزب يحلق في استطلاعات الرأي، ويبدو مرشحاً لتسجيل انتصار مدو في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 28 آذار (مارس) المقبل، إذ أفاد استطلاع جديد نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» يوم 12/1/2006 أن حزب «كديما» برئاسة القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت سيحصل على 44 مقعداً لو جرت الانتخابات اليوم، أي بزيادة أربعة مقاعد عن الاستطلاع الذي أجري قبل أسبوع غداة اصابة شارون بالجلطة الدماغية. ويفيد الاستطلاع أن حزب «العمل» بزعامة عمير بيرتس سيحصل على 16 مقعداً فقط (18 مقعداً في الاستطلاع الماضي)، فيما سيكون نصيب «ليكود» بزعامة بنيامين نتنياهو 13 مقعداً، كما في استطلاع الأسبوع الماضي، ولم تتغير الصورة كثيراً بشأن قوة باقي الأحزاب.
أكدت أوساط قريبة من القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أنها تلقت تلميحات قوية من واشنطن إلى إمكان دعوته لزيارة البيت الأبيض، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر آذار (مارس) المقبل للبحث في نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية وسبل دفع العملية السياسية. لكن مراقبين يرون في دعوة كهذه اشارة واضحة الى ان الإدارة الاميركية ترغب برؤية اولمرت على رأس الحكومة الإسرائيلية المقبلة بصفته «مخلصاً لطريق (رئيس الحكومة ارييل) شارون» والتزامه تنفيذ «خريطة الطريق» الدولية.
في السنوات الثلاث الأخيرة صادق الكنيست الاسرائيلي على قوانين تعسفية، تنتهك وبشكل أساسي الحقوق الدستورية. حتى أنّ المشرع سعى في قسم من تلك القوانين نحو الالتفاف على قرارات وأحكام المحكمة العليا الإسرائيلية. وتتميز هذه التشريعات بخصلة بارزة مفادها توسيع مصطلح "أمن الدولة"، حتى في الحالات التي تنعدم فيها أية صلة بين هدف التشريع وبين أمن الدولة، لا من قريب ولا من بعيد. وليس من قبيل الصدفة أن يسطع نجم رجالات الـ"شاباك" (جهاز الأمن العام) في مداولات لجان الكنيست التي تركّزت في هذه التشريعات
الصفحة 726 من 1047