يقول المعلق الصحفي الإسرائيلي المعروف ناحوم بارنياع: "قوانين السياسة تشبه قوانين الطبيعة: فهي تفتش عن نقاط توازن. عندما يقوم حزب معروف بأنه حزب يساري بالانضمام للحكومة، فان الجانب اليميني في الحكومة يتوجه بشكل تلقائي نحو اليمين. هذا هو طريق اليمين لاختزال الضرر الذي مس برصيده بسبب المشاركة مع اليسار" ("يديعوت احرونوت"، 17 كانون الثاني 2005). كان هذا تحليل بارنياع للانطباع الذي لا يمكن التحرر منه، كما يقول، بأنه كلما دخل حزب المباي الى الحكومة تنطلق الدبابات الى مهامها.
دعا عضو الكنيست عن "العمل" ايتان كابل، في تصريح لـ"المشهد الاسرائيلي"، رئيس الحكومة اريئيل شارون الى تعيين لقاء عاجل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) من اجل الاتفاق على استئناف الاتصالات بين الجانبين تمهيدا لبدء التفاوض وصولا الى تسوية للصراع. وحذر كابل من افراط المسؤولين الاسرائيليين في الثناء على ابو مازن معتبرا ان الاطراء الحقيقي لا يتمثل في المبالغة بتقبيله إنما بالافراج عن الاسرى الفلسطينيين وازالة الحواجز وغيرها من الخطوات العملية الكثيرة التي تفرج الفلسطينيين وبوسعها خلق اجواء من الانفراج والأمل. واضاف "أخشى من أن تخترق الهدوء عملية انتحارية واحدة ومن رد فعل قاس من قبل أريئيل شارون ولذلك يحظر علينا المبالغة بالعناق مثلما علينا الامتناع عن ردود قاسية في حالة وقوع حادثة الان. على الحكومة انتهاز الفرصة وتحديد لقاء مع ابو مازن الآن وفورا".
ليس من شأن الأنباء المتواترة عن "شعور المفاجأة" الذي بات يمسك بتلابيب أقطاب الحكم في إسرائيل، حيال "الأداء المتميّز" للرئيس الفلسطيني المنتخب أخيرًا محمود عباس (أبو مازن)، أن تقلّل من لدغة الأزمة التي تضيق أشدّ فأشدّ حول خناق حكومة أريئيل شارون بطبعتها الجديدة، منذ العاشر من كانون الثاني الجاري، التي تضم "العمل" و"يهدوت هتوراه"، فضلا عن "الليكود".
الكتاب: مهاجرون، مستوطنون، سكان أصلانيون
الكاتب: باروخ كيمرلينغ
الناشر: عام عوفيد- تل أبيب، 2004
عدد الصفحات: 628
الصفحة 721 من 1047