المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 591

على رغم أن مؤسس حزب «كديما» رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون ما زال يغط في غيبوبة، ولكن ربما بسبب ذلك، ما زال هذا الحزب يحلق في استطلاعات الرأي، ويبدو مرشحاً لتسجيل انتصار مدو في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 28 آذار (مارس) المقبل، إذ أفاد استطلاع جديد نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» يوم 12/1/2006 أن حزب «كديما» برئاسة القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت سيحصل على 44 مقعداً لو جرت الانتخابات اليوم، أي بزيادة أربعة مقاعد عن الاستطلاع الذي أجري قبل أسبوع غداة اصابة شارون بالجلطة الدماغية. ويفيد الاستطلاع أن حزب «العمل» بزعامة عمير بيرتس سيحصل على 16 مقعداً فقط (18 مقعداً في الاستطلاع الماضي)، فيما سيكون نصيب «ليكود» بزعامة بنيامين نتنياهو 13 مقعداً، كما في استطلاع الأسبوع الماضي، ولم تتغير الصورة كثيراً بشأن قوة باقي الأحزاب.

 

وجاء لافتاً الارتفاع الهائل في شعبية أولمرت الذي لم يشر اليه أحد حتى ساعة دخول شارون المستشفى الأربعاء الماضي كمرشح لمنصب رئيس الحكومة. ووفقاً للاستطلاع، فإن 44 في المائة من الإسرائيليين باتوا يرون فيه المرشح الأفضل لرئاسة الحكومة مقابل 23 في المائة صوتوا لنتنياهو و13 في المائة اختاروا بيرتس. وأشار الاستطلاع الى أن التأييد لأولمرت في أوساط ناخبي «كديما» أعلى بكثير من تأييد ناخبي «ليكود» لنتنياهو ومن تأييد ناخبي «العمل» لعمير بيرتس.

ولفت الاستطلاع أيضاً الى أن حزب «كديما» سيحصل على 51 في المائة من مصوتي حزب «العمل» في الانتخابات السابقة و35 في المائة من مصوتي «ليكود»، و60 في المائة من مصوتي حزب الوسط «شينوي» الذي يتهدده خطر عدم تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات الوشيكة، علماً أنه ممثل اليوم بـ15 نائباً. وقالت غالبية من 40 في المائة إن أولمرت هو الأقدر على معالجة القضايا الأمنية والسياسية في إسرائيل، مقابل 29 في المائة اختاروا نتنياهو و9 في المائة اختاروا زعيم «العمل» بيرتس.

وبرأي معدي الاستطلاع، فإن النتائج الواردة فيه لا تزال تتأثر بوضع شارون الصحي والتعاطف الشعبي الواسع معه، ومحاولة رؤية أولمرت «مكملاً لطريق شارون»، فضلاً عن أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تلقي الضوء كله على صحة شارون وأفعال أولمرت، فيما «ليكود» و«العمل» علقا نشاطهما الانتخابي في الأيام الأخيرة تضامناً مع رئيس الحكومة المريض، فغاب أقطابهما عن العناوين.

ونقلت الصحيفة عن أوساط في «كديما» أن النتائج التي ستأتي بها الاستطلاعات المقبلة مع تراجع الاهتمام بصحة شارون، ستكون مغايرة، وأن شعبية الحزب قد تتراجع بعض الشيء، مؤكدين وجوب عدم الوقوع في أخطاء قد تكلف الحزب خسارة مقاعد كثيرة.

في غضون ذلك، طرح أحد مستشاري شارون فكرة ادراج اسم الأخير على لائحة الحزب الانتخابية، على أن يتم الإعلان مسبقاً أن أولمرت هو المرشح لرئاسة الحكومة، معللاً اقتراحه بأن شارون قد يستعيد في المستقبل عافيته وقد يرغب بالعودة الى كرسي رئيس الحكومة، وهو المنصب الذي يتطلب من صاحبه أن يكون نائباً في الكنيست. لكن مثل هذا الترشيح يحتاج الى توقيع شخصي من صاحبه، وهذا يبدو الآن غير واقعي حيال الوضع الصحي لشارون، ويستبعد أن يعود الى وعيه قبل انتهاء الموعد الأخير لتقديم القوائم الانتخابية في التاسع من الشهر المقبل.

وانتقد قادة الأحزاب الأخرى هذه الفكرة، واعتبروها مجرد «استغلال رخيص لوضعية شارون بهدف تحقيق مكاسب حزبية».

الى ذلك، سويت الخلافات بين أولمرت ونائب رئيس الحكومة السابق شمعون بيريس، الذي اُتهم بمحاولة ابتزاز القائم بأعمال رئيس الحكومة من خلال اشتراطه مواصلة دعم «كديما» بتلقي التزام بأن يكون في مكان مرموق في لائحة الحزب، كما وعده شارون. وأكدت مصادر في «كديما» أن أولمرت تعهد لبيريس بأن يكون في الموقع الثاني على اللائحة الانتخابية، وبأن يكون وزيراً كبيراً في الحكومة المقبلة في حال كلف تشكيلها، لكنه لم يتعهد ترشيحه لمنصب وزير الخارجية الذي ستتبوؤه، كما يبدو، الوزيرة تسيبي ليفني.

 

وطرأ تحسنٌ طفيف جديد على صحة رئيس الوزراء الاسرائيلي آريئيل شارون الذي قال أطباؤه انه يستجيب «من أفضل الى افضل» للاختبارات الحسية.

وبعد اسبوع على ادخال شارون الى المستشفى، اثر تعرضه لجلطة حادة في الدماغ، لاحظ أطباؤه «تحسناً طفيفاً جديداً على صحته وفقاً للاختبارات العصبية المختلفة»، لكنهم أوضحوا ان «حالته ما زالت خطيرة ومستقرة». وأكد رئيس فريق جراحي الاعصاب فيليكس اومانسكي انه فوجئ بسرعة تحسن شارون، مضيفاً انه يستجيب «من افضل الى افضل» لاختبارات ردود فعله الحسية. وقال لوكالة «فرانس برس»: «انه شخص قوي، لو قيل لي قبل اسبوع ان الأمور ستسير على هذا النحو لما صدقت». لكنه اضاف: «عندما يكون الشخص فاقد الوعي، يكون معرضاً للعديد من المضاعفات، خصوصاً الالتهابات».

وصرح لاحقا فيليكس اومانسكي، كبير الجراحين في مستشفى هداسا، للتلفزيون الاسرائيلي ان شارون بدا مستجيبا لوجود ابنه الاصغر جلعاد الى جانبه. وقال: «لقد تحدث اليه جلعاد وقال انا بجانبك. كيف حالك. وتكون لدي انطباع جلي باستجابة» شارون لذلك.

لكن الجراح جوزيه كوهين توقع ان يقضي شارون شهورا في المستشفى ليتعافى من الجلطة الشديدة التي اصيب بها الاسبوع الماضي. وقال كوهين للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي: «لا تفكروا في هذا (استعادة شارون لعافيته) بنطاق الايام او الاسابيع. هذا سيستغرق وقتا طويلا.» وسئل اذا كان ذلك يعني شهورا للتعافي، فقال «نعم».

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات