نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصادر سياسية اسرائيلية انه على رغم الأجواء الطيبة التي سادت اجتماع كبار مساعدي رئيس الحكومة الاسرائيلية مع وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات، إلا أن الجانبين لم يتوافقا على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي أريئيل شارون، ما يستدعي عقد لقاءات تمهيدية أخرى الاسبوع المقبل.
قررت إسرائيل «المرتبكة» من فوز «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، العمل على أكثر من جبهة، بهدف حشر «حماس» في الزاوية، فأعلنت أن السلطة الفلسطينية بقيادتها «ليست شريكاً». لكن تل أبيب أعربت عن خشيتها من أن تؤدي التطورات الحالية ومواصلتها مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بتفكيك البنى التحتية للفصائل المسلحة، إلى استقالته.
لعلّ المؤرخ والصحافي الإسرائيلي توم سيغف كان الأكثر إصابة للهدف حين كتب من جملة المعلقين والمحللين الذين كتبوا، وهو يخطّ رسمًا بيانيًا لما اصطلح على تسميته بـ"تركة شارون" أو "وصيته السياسية" بعد أن أضحى غيابه عن الساحة السياسية الإسرائيلية من "الأسرار المفضوحة"، يقول: لم يرَ ابن المزارعين من كفر ملال (المقصود أريئيل شارون) في الجيوش العربية خطراً أساسياً على إسرائيل: فالخطر الأكبر كان يتبدّى له من العرب المقيمين في أرض إسرائيل. وقال ذات مرة "إنني لا أكره العرب، ولكنني على وجه اليقين أؤمن عميق الإيمان بحقوقنا التاريخية على أرض إسرائيل وهذا يفاقم بشكل طبيعي من موقفي تجاه العرب". وهو يقصد عرب البلاد. لقد كانوا العدو الأساس له، مدنيين كانوا أم عسكريين، إذ لم يعتد شارون التمييز بينهم. فقد رأى في هؤلاء وأولئك خطرًا على الهوية القومية لإسرائيل ("هآرتس"، 13/1/2006).
تكشفت في الايام الأخيرة معلومات جديدة حول تحركات شبه سرية في اثنين من احزاب اليمين الاسرائيلي، "الليكود" الحاكم والمفدال المتدين، قد تقود الى انشقاقين متوقعين منذ عدة اشهر. إلا ان التحركات الأخيرة تدل على اقتراب التنفيذ الفعلي لهذين الانشقاقين، واللذين سيؤثران على كل واحد في حلبته. فالانشقاق في "الليكود" سينعكس بشكل مباشر على حجم الحزب ولكن بشكل محدود، فيما سيؤدي الانشقاق في "المفدال" الى تراجع قوته بين جمهور المستوطنين واليمين المتطرف.
الصفحة 720 من 1047