كشفت دراسة اسرائيلية جديدة أعدتها محاضرة في الجامعة العبرية في القدس عن تشكيلة من الوسائل النفسية والادراكية المختلفة التي يستخدمها الاسرائيليون بهدف تكريس التمييز العنصري ضد الفلسطينيين والحيلولة دون حصولهم على حصتهم في موارد البلاد بالتساوي رغم اعتبارهم رسميا مواطنين. وتشير الدراسة، المعتمدة على نظريات سيكولوجية خاصة بالمفاهيم الاجتماعية والعلاقات بين المجموعات، الى ان معظم المعيقات المانعة للمساواة بين المواطنين اليهود والعرب في اسرائيل هي معيقات بنيوية ومؤسساتية
ليست هناك كلمة في القاموس تعبر عما يجري في صحراء النقب (إقرأ تقريرًا منفردًا) سوى التطهير العرقي المتواصل لاقتلاع ساكنيها العرب. بالامس حان دور قرية العراقيب التي انقضت عليها جرافات وجرارات "الدوريات السوداء" لتحصد مزروعات السنابل وتقتل حباتها قبل ان تنبت قمحا وشعيرا. هي هي جرافات الخراب وزرع الموت والدمار ذاتها التي تهدم في مخيم جنين وتجرف في اراضي سلفيت وتستعد لاتلاف منازل المستوطنات المنوي اخلاؤها في قطاع غزة. النقب هو النقب وشارون هو شارون تغير كل شيء فيه الا عدائيته للعرب والتعامل معهم كما يحب دائما بالجرافات.. ولا تستوقفه شارة حمراء كما عنون كتاب سيرته الصحفي عوزي بنزيمان. وتعكس الجرافة التي صنعت للإعمار فظاظة حكومة اريئيل شارون في تعاملها مع العرب حتى لو كانوا مواطنين فيها. في غضون ساعات قامت هذه الديناصورات المعدنية بحرث الاف الدونمات المزروعة في قرية العراقيب بدموع عيون اهاليها وعرق جباههم في اطار عملية تطهير عرقي لان مزارعي هذه الارض يكبرون دولة اسرائيل بسنوات ولا تزال اضرحة ابائهم من قبل النكبة عام 1948 وسط الاراضي شاهدا صارخا على هويتها واحقية ملكيتها. ولن تتوقف عملية قضم الارض بل السطو المسلح بالجرافة والبندقية على الارض العربية في النقب عند حد الاستيلاء على ارض العراقيب والقطامات بل ستطال الافا مؤلفة من الدونمات تمهيدا لحشر الاهالي العرب في مجمعات معينة وتهويد المكان على غرار ما يحصل في الجليل. وما السياسة الرسمية المتبعة مؤخرا في تكثيف شيطنة اهالي النقب وعرضهم كغزاة لـ"اراضي الدولة" الا نذيرا باستعداد السلطات الاسرائيلية لتصعيد هجمتها واقتراف المزيد المزيد من فظائعها بحق هذا الجزء الدافئ من الوطن سيما والحديث يجري اليوم عن حل مشكلة المستوطنات على حساب المواطنين العرب في كافة اماكن تواجدهم. امام هذه الهجمة من الحري بسائر المواطنين العرب في المثلث والجليل ممثلين بنشطائهم وفعالياتهم وبلجنة المتابعة التحرك للتضامن والمشاركة في المظاهرة الجماهيرية بعد ظهر يوم الجمعة القادم شمال بئر السبع وبالاعتصام في خيمة الاحتجاج دفاعا لا عن المساواة او مخصصات التأمين الوطني بل عن البقاء فالنقب ينادي ومن حقه على الجميع تلبية النداء ومشاركة اهله في اعادة زرع ما جرفته جرافات شارون وحكومته.
أقدمت "الدوريات الخضراء" الإسرائيلية على تجريف نحو اربعة الاف من الدونمات المزروعة بالحنطة في منطقة النقب بحجة حماية اراضي الدولة من "الغزاة"، وذلك في حلقة جديدة لمسلسل اقتلاع عرب النقب من ارضهم وتدمير بلداتهم وانعاش حركة الاستيطان اليهودي في النقب. وكانت الجرافات التابعة لدائرة اراضي اسرائيل قد باشرت يوم الاثنين في حرث وتجريف حوالي أربعة الاف دونم من الأرض الزراعية المزروعة بالقمح والشعير، وذلك في تخوم قرية العراقيب، والتابعة بمجملها لعشيرتي الطوري والعقبي
في الوقت الذي ينشغل فيه الاسرائيليون والفلسطينيون بمترتبات التهدئة التي فتحت، للمرة الاولى منذ اربع سنوات، نافذة فرص حقيقية للعودة الى المفاوضات، ينسى الكثيرون الوضع الاسرائيلي الداخلي. وفي ظل ذلك ينسى الجميع ان حكومة شارون المقبلة خلال اسابيع قليلة على قرارات مصيرية وحاسمة ما زالت حكومة اقلية تتوسل الألاعيب من أجل كسب الوقت في سدة الحكم. ومن الجائز ان عودة المستوطنين مساء الأحد الى محيط الكنيست في تظاهرة كبرى للمطالبة باستفتاء عام يشكل محاولة للتذكير بهشاشة الحكومة الاسرائيلية الراهنة والمصاعب التي تعترضها.
الصفحة 716 من 1047