مع افتتاح مؤتمر لندن بغياب الاطراف المعنية الرئيسية (الفلسطينيون) تواصل اسرائيل عبر رئيس حكومتها ارييل شارون الترويج لما تسميه بالفساد في السلطة الفلسطينية وعجزها عن القيام بالاصلاحات الادارية المطلوبة. واقتبست وسائل الاعلام الاسرائيلية عن شارون قوله لنظيره البريطاني توني بلير، قبل بدء اعمال مؤتمر في لندن "انه لا يمكن الوثوق بياسر عرفات لاجراء اصلاحات في السلطة الفلسطينية".
"صدام على المهداف، والحرب تبتعد"، بهذه الكلمات اجملت صحيفة "يديعوت احرونوت" (14 كانون الثاني) الموقف الراهن الان بخصوص الاستعدادات الامريكية المتلاحقة لشن هجوم على العراق، والتأثيرات المحتملة لذلك على الساحة الاسرائيلية.
ومع حلول منتصف الشهر الجاري، وهو الموعد المحتمل الذي تكررت الاشارة اليه في اسرائيل للهجوم على العراق، تتواصل الاستعدادات الاسرائيلية والمشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية، لمواجهة كل الاحتمالات. ومن المنتظر ان يصل اسرائيل هذا الاسبوع الجنرال الامريكي سيمسون ضابط سلاح الجو الامريكي، الذي يشغل مهمة ضابط ارتباط وتنسيق بين القوات المختلفة في حال وقوع الحرب. ويعتزم سيمسون التباحث مع رؤساء اجهزة الامن الاسرائيلية حول طرق التنسيق بين القوات الامريكية والاسرائيلية وطرق الوقاية والاستعدادات الاسرائيلية تحسبا لاي هجوم محتمل على العراق.
ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية (1 حزيران) ان الاسرائيليين والفلسطينيين قد يعلنون في القمة الثلاثية التي ستعقد الاربعاء في العقبة (الاردن) "وقفا عاما لاطلاق النار لمدة ثلاثة اسابيع مبدئيا". وقالت الصحيفة ان "الاعلان الكبير الذي سيصدر عن هذه القمة يفترض ان يكون وقفا لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين سيستمر ثلاثة اسابيع في مرحلة اولى". واضافت ان اسرائيل ستطالب الفلسطينيين بعد الاسابيع الثلاثة الاولى بان تعمل اجهزة الامن الفلسطينية على وقف العمليات ضد اسرائيل بما في ذلك عن طريق اعتقال "المتشددين الفلسطينيين".
رفضت اسرائيل اقتراحا امريكيا يقضي بأن يعلن رئيس حكومتها ارئيل شارون، في سياق خطابه في لقاء العقبة يوم الاربعاء القادم، عن تطلعه الى "إنهاء الاحتلال" الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
كما طلبت الولايات المتحدة، ايضا، ان يعلن شارون في خطابه عن اخلاء المستمسكات الاستيطانية غير القانونية، لكن هذا الطلب قوبل بتحفظ ورفض اسرائيليين.
ومن المقرر ان تعقد القمة في العقبة يوم الاربعاء القريب (4/6) باشتراك الرئيس الامريكي، جورج بوش، ورئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، ورئيس الحكومة الفلسطينية، محمود عباس (ابو مازن)، والملك الاردني عبد الله الثاني. وتسبق هذا اللقاء قمة اخرى تعقد في شرم الشيخ، الثلاثاء (3/5)، باشتراك بوش وابو مازن وعبد الله الثاني، اضافة الى الرئيس المصري، حسني مبارك، وعدد آخر من الزعماء العرب.
الصفحة 482 من 489