مع افتتاح مؤتمر لندن بغياب الاطراف المعنية الرئيسية (الفلسطينيون) تواصل اسرائيل عبر رئيس حكومتها ارييل شارون الترويج لما تسميه بالفساد في السلطة الفلسطينية وعجزها عن القيام بالاصلاحات الادارية المطلوبة. واقتبست وسائل الاعلام الاسرائيلية عن شارون قوله لنظيره البريطاني توني بلير، قبل بدء اعمال مؤتمر في لندن "انه لا يمكن الوثوق بياسر عرفات لاجراء اصلاحات في السلطة الفلسطينية".
وفي رسالة من المفترض ان تكون السفارة الاسرائيلية في لندن قد سلمتها الى بلير يقول شارون ان القرار الاسرائيلي بمنع وفد فلسطيني من المشاركة في هذا المؤتمر "لا يهدف الى المس ببريطانيا". وقال شارون في رسالته الى بلير حسب ما نقلتها الصحف الاسرائيلية: "لا نستطيع الوثوق بياسر عرفات للقيام باصلاحات يجب اصلا الا تجري في لندن بل في الاراضي (الفلسطينية)" ووصف بلير بـ "الصديق لاسرائيل" والعلاقات بين بريطانيا واسرائيل بـ "الممتازة".
وقد افتتح المؤتمر الثلاثاء بمشاركة عدد من المسؤولين الدوليين ابرزهم اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية. وكان شارون قرر في السادس من الشهر الجاري منع الممثلين الفلسطينيين من المشاركة في مؤتمر لندن ردا على عملية انتحارية كانت وقعت في اليوم السابق في تل ابيب، ما ادى الى توتر في العلاقات بين البلدين، خصوصا ان اسرائيل لم تكن مدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر.
ومن المقرر ان يجري المشاركون مباحثات معمقة بشأن اصلاحات يطالب المجتمع الدولي السلطة الفلسطينية باجرائها.
واعلنت الولايات المتحدة الاثنين مشاركة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز في هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه ايضا اعضاء اخرون في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط المؤلفة من الامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي وكذلك ممثلون عن السعودية والاردن ومصر.
وقد دفع القرار الاسرائيلي وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ليعلن الجمعة انه سيكتفي بعقد "مؤتمر هاتفي متلفز" مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية بدلا من الاجتماع المقرر اصلا ليومين من قبل بلير. واتهمت وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت المقربة من رئيس الوزراء، شارون بـ "تخريب" المؤتمر.
والثلاثاء نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن مسؤول اسرائيلي قوله ان قرار بلير الدعوة الى هذا المؤتمر يهدف الى "تعويض الفلسطينيين والدول العربية عن تأجيل تطبيق خطة "خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية وعن "الدعم البريطاني لشن هجوم اميركي ضد العراق".
وكانت اللجنة الرباعية التي اجتمعت في 20 كانون الاول في واشنطن امتنعت عن نشر "خريطة الطريق" بطلب من الولايات المتحدة واسرائيل التي رفضت مناقشة هذه الوثيقة قبل اجراء الانتخابات التشريعية في 28 كانون الثاني، علما بان الوثيقة المذكورة تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2005.
واضاف المسؤول الاسرائيلي ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "لم يجر اي اصلاحات وقد رفض تسمية رئيس للوزراء الامر الذي قد يقلص من صلاحياته كما رفض تخفيف عدد الاجهزة الامنية التابعة له ويستمر في الامساك بكل الخيوط".