المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يسود في الجيش الاسرائيلي الاعتقاد بأن سوريا قد تستجيب، ولو جزئياً فقط، الى الضغط الامريكي الممارس عليها بعد حسم الحرب على العراق. وقدّرت مصادر استخبارية اسرائيلية بأن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيفحص امكانية تقليص نشاط قيادات المنظمات الفلسطينية في دمشق، رغم انها تستبعد ان يقدم على وقفها نهائيًا. وتثير هذه التطورات قلقاً كبيرًا في ايران وبين <<المنظمات الراديكالية الاسلامية المتطرفة>>.بالاضافة الى ذلك، ترى هذه التقديرات ان سوريا قد تسمح بنشر الجيش اللبناني في الجنوب، وهي خطوة لا تزال تؤجل منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان، قبل ثلاث سنوات.

وقال مصدر استخباري رفيع لصحيفة "هآرتس" (5/5) ان "الأسد ارتكب أخطاء فادحة في الأشهر الأخيرة، وعلى رأسها مسلكه في كل ما يتعلق بالحرب في العراق. <<الفرضية الأساس التي انطلق منها لم تكن عديمة المنطق تماماً – يقول هذا المصدر - فقد افترض ان التعامل الامريكي معه لن يكون عسكرياً، ولذلك قدّر بأنه في بعض المجالات، مثل القيود على التجارة والنفط، سيدفع ثمنا غاليًا في كل الحالات>>. ويقول هذا المصدر ان القرار بمساندة العراق نجم عن اعتبارات سورية داخلية وعن رغبة الأسد وامين عام "حزب الله "، حسن نصر الله، في تقديم نفسيهما باعتبارهما <<حاميي حمى القومية العربية في مواجهة الامريكان>>.

ووفقاً لهذا المصدر الاسرائيلي الرفيع، تتعلق حدة العقوبات التي ستعتمدها الولايات المتحدة ضد سوريا بسلوك الأسد خلال الفترة القريبة. وفي شعبة الاستخبارات العسكرية لا يعتقدون بأن سوريا معنية، في المدى القريب، باستئناف المفاوضات مع اسرائيل، على الرغم من التصريحات التي ادلى بها الاسبوع الماضي عضو الكونغرس الامريكي، توم لانتوس، في ختام زيارة قام بها الى دمشق.

وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال موشي يعلون، قال في نهاية الاسبوع، في مقابلة مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي، ان اسرائيل قلقة من مستوى "المسؤولية والنضج" كما يبديهما نظام الأسد في قراراته.

اسرائيل تشكك في استئناف المفاوضات مع سوريا قريباً

ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت"عن مسؤول اسرائيلي قوله ان اسرائيل تشكك في امكان ان تفضي جولة وزير الخارجية الاميركي كولن باول في الشرق الاوسط الى استئناف مفاوضات السلام مع سوريا. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه <<ان احتمال استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسوريا ضئيل جدًا. وهو ليس مسالة واردة قطعًا في الوقت الحالي>>.

وقالت مصادر سياسية اسرائيلية لـ "يديعوت احرونوت" انه <<لا يوجد اي تغيير جوهري في مواقف الرئيس السوري (بشار الاسد) رغم ان بعض المؤشرات تدل على انه ادرك جدية التحذيرات الاميركية>>.

وقال احد هذه المصادر <<اشك في ان يتوقف الاسد عن دعم الارهاب لكن جميع المؤشرات تدل على انه ادرك ان الاميركيين جادون في تحذيراتهم وانه اذا لم يأخذ ذلك في الاعتبار فانه قد يتعرض للعزلة وحتى ان يجد نفسه في وضع شبيه بوضع صدام حسين>>.

واضاف مصدر اخر لنفس الصحيفة <<ان اسرائيل ترى ان الاسد سيكتفي باتخاذ تدابير تكتيكية محضة مثل انسحاب القوات السورية من لبنان او دعوة المنظمات الارهابية المتمركزة في دمشق الى التزام الحذر والهدوء في الاوقات المقبلة>>.

وقد دعا باول خلال زيارته الخاطفة الى دمشق وبيروت الى نزع سلاح حزب الله اللبناني الذي تعتبره واشنطن <<تنظيما ارهابيًا>>، واعلن ان سوريا بدأت بالتحرك ضد الحركات <<الراديكالية>> الفلسطينية المتمركزة في العاصمة السورية لا سيما حماس والجهاد الاسلامي.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات