المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

مع انتهاء القمة في العقبة، بدأت في كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الاستعدادات للخطوات التالية في العملية السياسية. في اعقاب تصريح رئيس الحكومة ارئيل شارون، (الاربعاء ـ 4/6)، بأن اخلاء البؤر الاستيطانية "غير المجازة" سيتم بشكل فوري، قالت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل ستخلي، قريبا، 15 ـ 20 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية. وتقول التقديرات ان عملية الاخلاء ستبدأ هذا الاسبوع. وفي هذا الاسبوع ايضا، سيعقد لقاء ثالث بين شارون ونظيره الفلسطيني، محمود عباس، للبحث في طرق التقدم في العملية السياسية.

وينتظر الطرف الاسرائيلي سماع تفاصيل <<الخطة الفلسطينية لمحاربة "الارهاب">>، والتي اعدها مسؤول الأمن في الحكومة الفلسطينية، محمد دحلان. ومن المتوقع ان يعقد، قريبا، لقاء بين وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، وبين دحلان. وكان المسؤولان قد تحادثا على هامش قمة العقبة، لكنهما لم يحددا موعدا للقاء عمل رسمي. وخلال الكلمة التي القاها في الحفل الذي اقيم، الاربعاء (4/6)، لاحياء ذكرى جنود المخابرات الذين سقطوا خلال تأدية مهامهم، عاد موفاز واعلن: " سنختبر اعمال الحكومة الفلسطينية، لا تصريحاتها. لن نتوقف عن حربنا ضد الارهاب طالما تواصل الارهاب. اذا لم يقم الفلسطينيون باجتثاث البنى التحتية للارهاب بأنفسهم، فلن يكون مفر من قيامنا نحن بذلك.

ووفقا لمصادر فلسطينية، تقرر في لقاء ابي مازن ـ بوش، اتخاذ خطوة اخرى من اجل توثيق التنسيق بين الاطراف: استئناف عمل اللجنة الثلاثية المشتركة، الامريكية ـ الاسرائيلية ـ الفلسطينية، لمراقبة ومتابعة مسألة <<التحريض>> في مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية. وستكون الخطوة التالية، من جانب الامريكيين، ارسال طاقم "المنسقين" الامريكيين الذي سيتولى مراقبة ومتابعة تنفيذ الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تعداتهما في اطار "خارطة الطريق". وسيضم الطاقم عشرة مراقبين، من موظفي وزارة الخارجية الامريكية ووكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إيه)، وسيقف على رأسه جون وولف، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون نزع الاسلحة. "فور عودتي الى البلاد، سأبلغ جون بأن عليه حزم حقائبه والمغادرة"، قال وزير الخارجية، كولن باول، في ختام القمة.

وفي هذه الاثناء، يطالب الفلسطينيون بضم مراقبين اوروبيين الى هذا الطاقم، ايضا. ولا يشكل نقل مهمة متابعة ومعالجة النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني من مستوى الموظفين الكبار، الى مستوى الموظفين من الدرجة المتوسطة، ـ من وجهة نظر الامريكيين ـ تخليا عن موضوع النزاع، وانما تركيزا للمتابعة الجارية. ويكمن الفارق الاساسي بين وولف وزملائه وبين المبعوثين الامريكيين السابقين الى المنطقة، في حقيقة ان وولف سيمكث هنا بشكل دائم ومتواصل. وقال باول ان مهمة الطاقم ستكون "توفير آلية لتمكين الطرفين من التحادث بشكل مباشر، بينما يكون طرف ثالث حاضرا في الغرفة لمساعدتهما على اتخاذ القرارات، ومراقبة التنفيذ ومساعدتهما على الاتصال معنا ومع اصدقاء آخرين في المجتمع الدولي لضمان حصولهم على اية مساعدة يحتاجون اليها .

لكن الادارة الامريكية لن تكتفي بايكال مهمة المعالجة الجارية الى طاقم موظفين من الدرجة المتوسطة: في الايام الاخيرة، حرص الامريكيون على التأكيد على ان قمة العقبة لم تكن مناسبة التدخل الشخصي الوحيدة من جانب الرئيس بوش في النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، بل سيواصل التدخل الشخصي المباشر حتى تحقيق التسوية السلمية.

وتحقيقا للرغبة في الابقاء على حضور امريكي بمستوى رفيع في المنطقة، من المقرران يعود وزير الخارجية كولن باول الى البلاد في نهاية الشهر الجاري، ومن المتوقع ايضا ان تزور المنطقة، الشهر القادم، مستشارة الامن القومي، كوندوليسا رايس، ايضا. وكان بوش قد اعلن في العقبة انه طلب الى باول ورايس وضع قضية الشرق الاوسط على رأس سلم اولوياتهما واهتمامهما. ويدل تعميق تدخل رايس المباشر ـ والتي تمثل، عمليا، مبعوثة شخصية للرئيس ـ على جدية الولايات المتحدة في معالجة قضية الشرق الاوسط. فرايس، التي تعتبر من اقرب المقربين الى الرئيس بوش، تحيط بكل تفاصيل التحركات في المنطقة ويشكل رأيها احد العوامل المقررة والحاسمة في ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وقد جاء دخول رايس الى الحلبة الشرق اوسطية، بهذه القوة، كجزء من الرد على الادعاءات حول الخلافات بين مواقف الطاقم المهني في وزارة الخارجية ومواقف موظفي ومسؤولي البيت الابيض ونائب الرئيس، وتعبيرا عن الدعم الرئاسي لخارطة الطريق، التي حاولت اسرائيل تصويرها وكأنها مبادرة من وزارة الخارجية ولا تعبر عن موقف الادارة الامريكية بمجملها

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات