*رئيس المؤتمر: العالم تغير كثيرًا خلال العام الفائت بسبب الأزمة الاقتصادية وثورات الربيع العربي*
يعقد في الفترة ما بين 30 كانون الثاني الجاري والثاني من شهر شباط المقبل مؤتمر هرتسليا السنوي الثاني عشر حول "ميزان المناعة والأمن القومي في إسرائيل"، وذلك في حرم "المركز المتعدد المجالات" في هرتسليا.
وبهذه المناسبة أدلى الجنرال احتياط داني روتشيلد، الذي يتولى منذ عامين رئاسة "معهد السياسة والإستراتيجيا" في المركز المذكور، ورئاسة سلسلة مؤتمرات هرتسليا السنوية التي يشرف المعهد ذاته على تنظيمها منذ العام 2000، بمقابلة نشرت أخيراً على الموقع الالكتروني لـ "مؤتمر هرتسليا" استعرض فيها بإيجاز أهم الأحداث والمستجدات المفصلية التي عصفت بالساحتين الإقليمية والدولية خلال العام المنصرم، والتي ستكون محاور رئيسة على جدول أعمال مؤتمر هرتسليا السنوي الثاني عشر.
وجاء في حديث روتشيلد قوله: في السنة الماضية تغير العالم قاطبة، وقد بدأ هذا في الوضع الاقتصادي- الاجتماعي. وإذا كانت قد عمت في السنة الماضية أجواء من النشوة، فإن هذه السنة قد تشهد كارثة اقتصادية. لذلك رأينا من الصواب دعوة رئيس وزراء اليونان المستقيل ليكون بين المتحدثين في المؤتمر. في المقابل، فإن ثورات العالم العربي لم تقل بعد كلمتها الفصل، وبالتالي لن تنقص المؤتمر القادم قضايا للانشغال بها.
وتابع روتشيلد مفصلا: "سوف نتفحص ما يحدث في الدول المختلفة وفي أي اتجاه تسير الأمور، ابتداء من صعود القوى الإسلامية، وانتهاء بالوضع في الخليج وفي تركيا".
وأضاف أن "الانسحاب الأميركي من العراق يفضي أيضا إلى تغيير الميزان الإستراتيجي" محذرا على هذه الخلفية من أن أسعار النفط قد تصل إلى 250 دولارا للبرميل، ومن أن العالم لن يتمكن من مواجهة واقع كهذا.
وأشار إلى أنه سيتم في نطاق أعمال مؤتمر هرتسليا الثاني عشر عرض سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك في صدد ما يمكن أن يحدث على المدى القصير فيما يتعلق بصعود ما أسماه "الإسلام المتطرف" وموقع أوروبا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط المتغير، حسب قوله.
ومن المقرر في ضوء هذه المتغيرات أن يبحث المؤتمر في مسألة إعادة صوغ وتشكيل نظرية الأمن الإسرائيلية، وبما يراعي أيضا الوضع الاقتصادي المتأزم، والحراك الاجتماعي الذي شهدته إسرائيل في الصيف الأخير.
وفي هذا السياق، قال روتشيلد، الذي تقلد سابقا مناصب عسكرية رفيعة، بينها رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية: كرجل عسكري بالذات أستطيع القول إن المناعة الداخلية باتت تشكل مركبا تزداد أهميته في إسرائيل اليوم. فالوضع الاجتماعي له تأثير على مناعة الدولة، ومن الصعب على مجتمع متفكك أن يصمد في مواجهة المحن.
وفي حديثه عن ثورات "الربيع العربي" حذر روتشيلد من القادم وقال: علينا أن نشعر بالقلق من العناصر الإسلامية التي تزداد قوة حولنا... الوضع يسير نحو التدهور فقط منذ اندلاع الثورة في مصر، وإذا لم تصل إليهم (أي المصريين) مساعدات ستحدث هناك مجاعة حسب تقديري. فقد انخفضت مدخولات الدولة ولحق ضرر شديد بالسياحة، كذلك فإن أزمة الغاز (المصري) مع إسرائيل هي مثال على الفوضى التي تسود لدى جارتنا الجنوبية، وعلينا أن نكون مستعدين لتلافي الشر قبل وقوعه.
واستطرد روتشيلد قائلا: "إن الهدوء الذي ساد هنا لمدة 30 أو 40 عاما يمكن أن يقوض. هذا عالم متغير يجب دراسته، وليست لدينا قدرة تأثير ولكن علينا أن نكون مستعدين. لا أعرف ما هي وجهة الشعب المصري، لكنني لا أشك في أننا سنشتاق إلى أيام مبارك. لقد فاق الواقع في هذه الحالة كل خيال".
واعتبر روتشيلد أن دولا مثل مصر، وغيرها من دول "الربيع العربي"، غير مهيأة للديمقراطية، مشيرا إلى أن الأميركيين باتوا يدركون ذلك، وقال "هذا شرق أوسط جديد، ولكن من نوع مختلف".
وفي سياق آخر، حذر روتشيلد أيضا مما تشهده اقتصادات أوروبا والولايات المتحدة من أزمات سيكون لها بطبيعة الحال تأثير على إسرائيل، وقال "إذا انخفضت مشتريات أوروبا فإن ذلك سيضر بنا، لذلك يجب أن نوجه قسما كبيرا من الصادرات المحلية إلى أسواق ناهضة كالصين والهند وأميركا الجنوبية، وفي هذه الحالة فإن هناك الكثير مما يجب عمله على مستوى الحكومة والصناعات الخاصة".