تأمل إسرائيل بان يمنع بيعها طائرات استطلاع صغيرة بدون طيار لروسيا من الأخيرة إبرام صفقة مع إيران تزودها من خلالها بصواريخ "اس-300" المضادة للطيران والتي من شأنها كسر التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة. ونقلت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد – 12.4.2009، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل توافق على بيع طائرات الاستطلاع بدون طيار لروسيا هو الرغبة في أن ترد روسيا على ذلك بعدم تزويد إيران بصواريخ "اس-300"، التي سيكون بمقدورها اعتراض الطائرات المقاتلة الإسرائيلية أو الأميركية في حال تقرر شن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن سببا آخر دفع إسرائيل لتزويد روسيا بطائرات الاستطلاع هو منع روسيا من صنع طائرات استطلاع كهذه وأن العقد بين الدولتين يضمن ذلك. وتبلغ قيمة الصفقة 50 مليون دولار وستزود بموجبها إسرائيل لروسيا طائرات استطلاع من طراز "بيرد-آي" وثلاث منظومات لتشغيلها وقطع غيار.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أجرت محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة قبل إبرام الصفقة مع روسيا بهدف الحصول على موافقتها ورغم عدم وجود أجهزة تكنولوجية أميركية متطورة في هذه الطائرات. من جهة أخرى ذكرت هآرتس أن السبب الرئيسي الذي دفع روسيا إلى شراء هذه الطائرات الإسرائيلية الصنع، يتعلق بالعبر التي استخلصتها من حربها ضد جورجيا في العام الماضي حيث استخدم الجيش الجيورجي حينها طائرات استطلاع إسرائيلية في مهمات استخباراتية للكشف عن تحركات الجيش الروسي.
ونقلت صحيفة معاريف اليوم عن مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي قوله إن الحديث يدور عن صفقة بالغة الحساسية على خلفية الحرب الأخيرة بين روسيا وجورجيا حيث تم بيع الأخيرة أسلحة إسرائيلية وعلى خلفية التوتر بين إسرائيل والغرب وبين إيران. وأضاف أنه ليس مستبعدا أن روسيا نشرت معلومات حول موضوع بيع صواريخ "اس-300" لإيران من أجل ممارسة ضغوط على إسرائيل فيما يتعلق بصفقة طائرات الاستطلاع "إذ أن صفقة كهذه لا تؤثر على إسرائيل فقط وإنما على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أيضا ما يجعل الصفقة بالغة الحساسية".