المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال ضباط في قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي إن الردع الذي حققته إسرائيل ضد حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من خلال عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية آخذ بالتراجع على ضوء استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه جنوب إسرائيل. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 27.2.2009، عن ضباط في قيادة الجبهة الجنوبية تحذيرهم من العودة إلى الوضع الأمني الذي كان سائدا قبل الحرب على غزة. وقالوا إن "الردع الذي حققناه من خلال عملية الرصاص المصبوب يتراجع" وان "غارات سلاح الجو على محور فيلادلفي لا تردع (الفصائل الفلسطينية) من الاستمرار في إطلاق الصواريخ... وإذا لم نغير شكل رد فعلنا منذ الآن، سيتضح أنه ليس فقط أن العملية العسكرية لم تحقق أهدافها السياسية وإنما العسكرية أيضا".

كذلك أشار ضباط في "فرقة غزة" العسكرية الإسرائيلية إلى أنه إضافة إلى إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل هناك أحداث تجري عند الشريط الحدودي بين إسرائيل والقطاع، مثل محاولات تسلل نشطاء فلسطينيين وزرع عبوات ناسفة. وقال ضابط في "فرقة غزة" إنه "حتى الآن انتهت الأحداث من دون إصابات في صفوف قواتنا لكن الحظ قد ينتهي".

وتفاوتت أعداد الصواريخ وقذائف الهاون الفلسطينية التي تم إطلاقها باتجاه جنوب إسرائيل منذ انتهاء الحرب على غزة قبل أربعين يوما إذ قالت يديعوت أحرونوت أن عددها مائة فيما قالت صحيفة هآرتس إن عددها بلغ 66.

من جانبه رأى المحلل السياسي في هآرتس ألوف بن أن "حكومة ايهود أولمرت بادرت خلال ثلاث سنوات ولايتها إلى ثلاث خطوات عسكرية، هي حرب لبنان الثانية ومهاجمة المفاعل النووي السوري (منشأة دير الزور) وعملية الرصاص المصبوب في غزة". وأضاف أنه "بالإمكان الاستنتاج من هذه الخطوات العسكرية عبرة مفادها أن 'المجتمع الدولي' مستعد لدعم عمليات عسكرية إسرائيلية طالما أنها قصيرة ومركزة ويتم تنفيذها من الجو ولا تؤدي إلى قتل واسع بين المدنيين، لكن في اللحظة التي تتواصل فيها العملية العسكرية وتتزايد التقارير في وسائل الإعلام حول المس بالمدنيين تتحول إسرائيل من دولة مُحقة إلى متهمة ومن دولة تتعرض للإرهاب إلى دولة محتلة وعنيفة".

وأشار بن إلى أن إسرائيل تعرضت لأشد الانتقادات خلال الحرب على غزة بسبب عدم التناسب بين الهجمات ضدها والهجمات التي شنتها، "فقد منيت إسرائيل بخسائر قليلة جراء الصواريخ التي تم إطلاقها نحوها بينما ألحقت قتلا ودمارا بالغين". وقال بن أن السبب الثاني للانتقادات الدولية ضد إسرائيل "هو أن الضحايا في غزة كانوا فلسطينيين الذين يحملون مأساة العام 1948 ويتعرضون للاحتلال والحصار الاقتصادي ويتمتعون بتأييد العالم أكثر بكثير من (الرئيس السوري) بشار الأسد وحسن نصر الله (أمين عام حزب الله)". وشدد بن على أنه "إلى جانب الضرر الإعلامي فإن العملية العسكرية في غزة تسببت بضرر سياسي أيضا (لإسرائيل)، وفيما يلي قائمة جزئية: العلاقات مع تركيا تلقت ضربة، وسورية أوقفت المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها مع إسرائيل بوساطة تركيا، ومصر شعرت بالإهانة من الأسلوب الذي أحبط أولمرت من خلاله اتفاق التهدئة في الجنوب، وبوليفيا وفنزويلا قطعتا العلاقات" مع إسرائيل.

وأضاف الكاتب أن "هذه كانت المشاكل الصغيرة، فالضرر المركزي الذي سببته العملية العسكرية كان الشرعية التي حصلت عليها حماس كحاكمة في القطاع والتشجيع المتزايد لمحادثات الحوار (بين حركتي فتح وحماس) والتي ستعيد الحركة (أي حماس) إلى القيادة الفلسطينية. فإسرائيل أرادت عزل حماس وجعلها تنهار والآن أصبحت تتعرض لضغوط من أجل فتح المعابر في غزة ورفع الحصار".
ولفت بن إلى أن إسرائيل ستبدأ حوارها مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "من مكانة ذات إشكالية، وبدلا من أن تحضر وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى إسرائيل للتباحث في وقف البرنامج النووي الإيراني ستتركز زيارتها الأولى هنا بتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة، ومنكوبي الرصاص المصبوب ولعل هذا هو الضرر الأكبر" بالنسبة لإسرائيل.

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, فرقة غزة, هآرتس, باراك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات