قررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) شن عملية عسكرية في قطاع غزة، فيما تطلب إسرائيل تفهم العالم لهذه العملية بادعاء أنها رد على استمرار إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع. وستسمح بدخول بضائع إلى القطاع ليتمكن الفلسطينيون من تخزين مواد غذائية. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 26.12.2008، أن الكابينيت أعطى خلال اجتماعه، أمس الأول الأربعاء، "ضوءا أخضر" للجيش الإسرائيلي لشن "حملة عسكرية محدودة"، تشمل غارات جوية والتوغل البري للقوات الإسرائيلية ضد حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع. وتشير التقديرات إلى أن العملية ستبدأ في غضون أيام وتم تحديد غاياتها مسبقا.
وسيعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، يوم الأحد المقبل، سلسلة اجتماعات لإجراء مداولات أمنية حول العملية العسكرية المحتملة. ورجحت هآرتس أن العملية العسكرية لن تبدأ قبل انتهاء هذه المداولات. وستشمل المداولات عدة مواضيع، بينها إعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية في منطقة جنوب إسرائيل، التي يتوقع أن تتعرض للصواريخ الفلسطينية، والوضع الإنساني في قطاع غزة، وحملة إعلامية في أنحاء العالم تهدف إلى الحصول على شرعية للعملية العسكرية ضد حماس.
وفي غضون ذلك صعّد قادة جهاز الأمن الإسرائيلي أمس تصريحاتهم، حيث قال وزير الدفاع، ايهود باراك، "إننا لن نقبل بالوضع الناشئ هناك (في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع) وسيدفع الثمن كل من يوجه ضربات إلى مواطني إسرائيل والجيش الإسرائيلي". من جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي اشكنازي، إن "الواقع الناشئ في الجنوب لا يمكن أن يستمر. وسنضطر إلى ممارسة كل القوة من أجل توجيه ضربات لقواعد الإرهاب وخلق واقع أمني مختلف حول قطاع غزة".
وأفادت هآرتس أن التقديرات هي أن العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع يفترض أن تكون لفترة زمنية قصيرة نسبيا وهدفها إلحاق أضرار بالغة بأهداف تابعة لحماس. ونقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إن العملية العسكرية لن تركز بالضرورة على وقف إطلاق الصواريخ، وحتى أن المصادر ذاتها توقعت سقوط عشرات الصواريخ الفلسطينية في جنوب إسرائيل يوميا. كذلك لم تستبعد المصادر الأمنية أن تستخدم حماس صواريخ ذات مدى أطول من 20 كيلومتر.
وأطلق مسلحون فلسطينيون، اليوم الجمعة، أكثر من 20 قذيفة هاون باتجاه البلدات المحاذية للشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل من دون أن تسجل إصابات بالأرواح لكنها أحدثت أضرارا وأدت إلى تحطم زجاج نوافذ.
وستسمح إسرائيل اليوم بفتح معابر القطاع وعبور 40 شاحنة إلى القطاع لإدخال مواد غذائية ووقود. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن مصادر إسرائيلية، لم يحددها، قولها إن السماح بدخول هذه المواد إلى القطاع ليس من قبيل الصدفة، وإنما بهدف تمكين المواطنين الفلسطينيين من التزود بالمواد الغذائية على ضوء تصاعد احتمالات شن عملية عسكرية وإزالة الضغوط الدولية على إسرائيل.
وقالت يديعوت أحرونوت إن ليفني تحدثت حول احتمال شن عملية عسكرية في قطاع غزة مع وزراء الخارجية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية والدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وأوضحت للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن إسرائيل ستعمل عسكريا ضد حماس والفصائل. وكانت ليفني قد التقت أمس مع الرئيس المصري، حسني مبارك، وعدد من المسؤولين المصريين في القاهرة ووصفت هذه المحادثات بأنها "لم تكن بسيطة بتاتا". وأضافت ليفني بعد عودتها أن "إسرائيل لن تقبل بعد الآن بالوضع في قطاع غزة وستكون مرغمة على توفير الأمن لمواطنيها".