من بلال ضاهر:
سادت الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية حالة من النشوة بعد الإعلان عن اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية، يوم الأربعاء 13/2/2008، بتفجير سيارته في دمشق قبل ذلك بيوم، لكن هذه الأوساط تحسبت في المقابل من احتمال قيام الحزب بالانتقام من إسرائيل.
وأصدر مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون الإعلامية، يعقوب غالانتي، بيانا رحب فيه بمقتل مغنية.
وجاء في البيان أن "إسرائيل ترحب بالأنباء الواردة من لبنان وسورية بخصوص موت القيادي في حزب الله عماد مغنية، وتدرس التفاصيل التي تتردد في وسائل الإعلام في الساعات الأخيرة".
وأضاف البيان أن "إسرائيل ترفض محاولة نسب أي ضلوع لها في هذا الحادث".
وقال البيان إنه "ليس لدى إسرائيل ما تضيفه أكثر من ذلك في هذا الصدد".
واستقبل عدد من أعضاء الكنيست، خصوصا أعضاء لجنة الخارجية والأمن، نبأ اغتيال مغنية بحفاوة مشيرين إلى أنه أحد أكبر "المطلوبين" لإسرائيل، لكنهم من الجهة الأخرى رفضوا التأكيد ما إذا كان جهاز الموساد الإسرائيلي قد نفذ الاغتيال.
وقال رئيس الموساد السابق وعضو لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست داني ياتوم (العمل)، لإذاعة الجيش الإسرائيلي "إنني لا أعرف من اغتاله، المهم أنه اغتيل".
وأردف أن "عماد مغنية يعتبر أحد أقسى وأخطر الإرهابيين الذي كانوا في تاريخ هذه المنظمة (حزب الله) واغتياله يشكل ضربة قاسية جدا، لا معنوية فحسب وإنما عسكرية أيضا".
وأضاف ياتوم أن مغنية "مسؤول عن الاتصال مع أجهزة المخابرات الإيرانية وكان مسؤولا عن جميع عمليات حزب الله خارج لبنان، ولذلك فقد أصبح له الكثير من الأعداء خلال السنين الماضية، وهناك دول كثيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة كانت تبحث عنه".
وقال ياتوم إن "الذي نفذ الاغتيال أثبت قدرة استخبارية عالية للغاية لأنه ليس فقط توجب عليه معرفة مكان تواجده وأوقات تحركاته وإنما لأن مغنية كان رمز التملص، وكذلك لأن ظروف تنفيذ الاغتيال في دمشق ليست سهلة".
وفي رده على سؤال حول توقيت الاغتيال وما إذا كان جيدا لإسرائيل أو لا قال رئيس الموساد السابق ياتوم إنه "في الحرب ضد الإرهاب وخصوصا لدى الحديث عن هدف متملص فإنه في اللحظة التي تسنح فيها فرصة للاغتيال يتم التنفيذ".
ودعا ياتوم إسرائيل إلى "أن تأخذ في الحسبان إمكان أن ينتقم حزب الله لمقتل مغنية من إسرائيل إن لم يكن الآن فيمكن أن يحدث ذلك بعد شهر".
من جانبه رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الرد على أسئلة الصحافيين الإسرائيليين الذين يرافقونه في زيارته لتركيا أو التعقيب على اغتيال مغنية.
ووصف نائب رئيس جهاز الشاباك السابق والوزير الإسرائيلي غدعون عزرا مغنية بأنه "كارلوس اللبناني". وقال إن مغنية "مرتبط بعمليات خطف طائرات كثيرة وخطف جنودنا وكان ضالعا في العمليات في الأرجنتين".
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن السابق عضو الكنيست يوفال شتايينتس إنه "عندما يذهب حقير مع دماء كثيرة على يديه إلى فإن هذا أفضل بكثير للعالم".
كذلك لم يتمكن ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من إخفاء فرحتهم بعد انتشار خبر اغتيال مغنية. وقال قسم منهم لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إن "حزب الله خسر أهم شخصية عسكرية كانت للحزب في السنوات الأخيرة".
وأضاف الضباط أن "هذا الرجل كان ماهرا في تنفيذ العمليات الإرهابية وفي الوقت ذاته كان بارعا في قدرته على الاختفاء عن الأنظار ومعرفة كيفية التملص من الكثيرين الذين حاولوا المس به طوال 20 عاما".
وقالت يديعوت أحرونوت إن ضباطا كبارا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية الأخرى لم يخفوا محاولاتهم الكثيرة لاقتفاء أثر مغنية طوال السنوات الماضية.
من جهة أخرى قال ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن حزب الله لن ينهار وسوف يواصل طريق مغنية "ويتوجب الآن توقع هجوم لتخليد ذكرى مغنية ولذلك فإن الفرحة يجب أن تكون منضبطة".
واعتبر الضابط ذاته أن "الإنجاز يكمن في الرسالة، في حقيقة أنه تمت محاسبة الرجل والنجاح في اختراق الهيكل المقدس لهذا المجال السري الأمر الذي يمرر رسالة واضحة لرفاق مغنية وغيرهم ممن يعملون في هذا المجال".
من جانبه قال الخبير العسكري واللواء في الاحتياط والعضو في الكنيست عن حزب كديما، إسحق بن يسرائيل، إن "على العالم أن يقول الحمد لله بأن تخلصنا منه، فمغنية كان أحد قادة الإرهاب وكان مطلوبا من جانب أجهزة مخابرات دول عديدة".
واعتبر بن يسرائيل أن "طريقة الاغتيال ومكانه لا ينفيان ضلوعا سوريا".
المصطلحات المستخدمة:
الموساد, يديعوت أحرونوت, لجنة الخارجية والأمن, باراك, عزرا, كديما, الكنيست, رئيس الحكومة