المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال موقع ديبكا الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الأمنية إن أسلوب اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية "شبيه بأساليب الاغتيالات التي نفذها الموساد الإسرائيلي في بيروت ودمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة".

وقال موقع ديبكا يوم الأربعاء 13/2 إنه ليس مؤكدا أن تكون إسرائيل هي التي تقف وراء اغتيال مغنية بتفجير سيارته في دمشق، لكن "يجب الإشارة إلى أن طريقة اغتياله شبيهة جدا بأسلوب الاغتيالات التي نفذها الموساد الإسرائيلي، في السنوات الثلاث الأخيرة في بيروت ودمشق. وهو أسلوب التسلل إلى عمق المجموعات الأكثر سرية في المنظمات الإرهابية وتصفية قادتها بواسطة زرع مواد ناسفة في سيارتهم".

ورغم أن إسرائيل نفت رسميا علاقتها باغتيال مغنية- اقرأ خبرًا منفردًا- إلا أن المحللين الأمنيين الإسرائيليين ألمحوا، في مقالات نشروها بعد عملية الاغتيال مباشرة، إلى أن ثمة احتمالا كبيرا بأن تكون أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وخصوصا الموساد، هي التي تقف وراء الاغتيال، وحتى أن بعضهم ربط بين اغتيال مغنية واستعادة إسرائيل لقدرة الردع بعد حرب لبنان الثانية.

وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة هآرتس، أمير أورن، يقول إن "الحقيقة هي أن يدًا طولى ما طالت مغنية هذه المرة، والرسالة واضحة لقادة حماس والجهاد الإسلامي في غزة ولخالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) الذي يسكن في دمشق وأيضا لنصر الله (أمين عام حزب الله حسن نصر الله) في حال قرر تجديد إطلاق النار لفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل فيما هي منشغلة في (قطاع) غزة".

وأضاف أورن أنه "منذ مقتل أمين عام حزب الله عباس موسوي وصعود نائبه الأدهى منه حسن نصر الله في سنة 1992، أصبح مقبولا (في إسرائيل) القول إنه لا جدوى من اغتيال قادة الإرهاب كي لا يصعد أشرار أكثر منهم، لكن مغنية هو من الاستثناءات البارزة لهذه القاعدة".

ورأى محلل الشؤون الإستراتيجية والاستخبارية في هآرتس، يوسي ميلمان، أنه "إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراء اغتيال مغنية فإنه بالإمكان اعتبار ذلك الإنجاز الاستخباري الأهم لها، وهو حتى أهم من تصفية الدكتور فتحي شقاقي، زعيم الجهاد الإسلامي، في مالطا سنة 1995".

ويبدو أن المحللين الإسرائيليين لا يصدقون النفي الرسمي الإسرائيلي لاغتيال مغنية، إذ كتب ميلمان أن "احتمال أن تكون إسرائيل هي التي تقف وراء العمل هو أمر معقول بالتأكيد على الرغم من أنه بالإمكان التقدير أن إسرائيل لن ترد رسميا على ذلك وبالتأكيد لن تتحمل مسؤولية العمل، مثلما تعاملت في معظم الحالات في الماضي".

من جانبه اعتبر المحلل العسكري لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، رون بن يشاي، أن "المساهمة الأساسية للاغتيال من ناحية أمن إسرائيل هي في ترميم قدرة الردع التي تراجعت في حرب لبنان الثانية".

وأضاف بن يشاي أن "مجرد أن حزب الله ينسب تنفيذ الاغتيال لإسرائيل يظهر أن الحزب يخشى يدها الطويلة، ما سيجعل قادته يفكرون مرتين في أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل".

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, هآرتس, يديعوت أحرونوت

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات