"المشهد الإسرائيلي" – خاص
ادعت تقارير صحفية إسرائيلية أن إيران تتخوف في الفترة الأخيرة، في أعقاب سلسلة عمليات اغتيال وعمليات تفجيرية وقعت في سورية، من استهداف مسؤولين إيرانيين وقياديين من حزب الله لدى زياراتهم لسورية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، إن إيران طالبت مواطنيها، وخصوصا المسؤولين فيها، وقادة حزب الله بالامتناع عن زيارة سورية بعد التفجير الأخير بسيارة مفخخة في دمشق، الذي أوقع 17 قتيلا.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن أجهزة الاستخبارات الإيرانية عممت "تحذير سفر" على المسؤولين الإيرانيين الذين يتولون مناصب حساسة وطالبتهم بالامتناع عن زيارة سورية وفي موازاة ذلك أوصت بشدة أمام قادة حزب الله بعدم زيارة سورية أيضا. وأضافت الصحيفة أن سبب هذه التحذيرات هو التخوف من تنفيذ عمليات اغتيال وعمليات تفجيرية تستهدف المسؤولين الإيرانيين وقياديين في حزب الله. وتابعت يديعوت أحرونوت أن تفجير السيارة المفخخة في دمشق، الأسبوع الماضي، الذي قُتل فيه 17 شخصا، وتشدد الصحيفة على أن بينهم ضابط سوري، كشف عن "التوتر غير المسبوق" بين القيادة الإيرانية وقيادة حزب الله وبين القيادة السورية.
ولفتت الصحيفة إلى اتهام الرئيس السوري، بشار الأسد، دولة عربية مجاورة بإدخال السيارة المفخخة إلى سورية وامتناعه عن ذكر اسمها، وإلى تصريحات الأسد عن أن "لبنان تحول إلى مركز يشكل خطرا على أمن سورية"، وأنه في أعقاب ذلك أصدر الأسد أوامر بنشر آلاف الجنود السوريين عند الحدود بين سورية وشمال لبنان.
وقالت يديعوت أحرونوت أن من بين أسباب التوتر بين سورية وحزب الله اتهام الأخير للأسد "بتسريب معلومات سرية حول خطط حزب الله لاختطاف رجال أعمال إسرائيليين يتواجدون خارج إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن معلومات وصلتها تفيد بأن مستشار الأسد للشؤون الأمنية، اللواء محمد سليمان، زار باريس قبل شهرين ونقل معلومات تتعلق باستعدادات حزب الله لخطف رجال أعمال إسرائيليين في تايلاند وإحدى الإمارات في الخليج، وأنه بعد نشر هذه المعلومات في إسرائيل تم اغتيال سليمان.
من جهة أخرى كتب محلل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، المقرب من أوساط عسكرية إسرائيلية رفيعة، أن تنظيم فتح الإسلام هو الذي نفذ تفجير السيارة الأسبوع الماضي في دمشق انتقاما لمقتل قائده شاكر العبسي. وأضاف فيشمان أن قائمة المتهمين بتنفيذ العملية التفجيرية في دمشق تقلصت في الأيام الأخيرة وأن "السوريين أعطوا تلميحات واضحة تدل على أن تنظيما مرتبطا بالجهاد العالمي ويعمل في دولة مجاورة ووصل الانتحاري والسيارة المفخخة منها" هو الذي نفذ العملية.
وتابع فيشمان أن التلميحات السورية ليست "لغزا معقدا"، وأن "التنظيم الذي أقسم على الانتقام هو فتح الإسلام"، بعد مقتل العبسي، "رغم أن بداية هذا التنظيم (اللبناني) كان من خلال ارتباطه بالمخابرات السورية"، وأن صلة الوصل بين المخابرات السورية وفتح الإسلام كان اللواء سليمان الذي اغتيل في شهر آب الماضي. وتساءل فيشمان "هل موت سليمان مرتبط بصراع القوى بين المخابرات السورية والتنظيمات المارقة التي بناها ورعاها؟ جائز".
ومضى فيشمان أنه "لا توجد شكوك لدى فتح الإسلام بأن المسؤولة عن اغتيال العبسي هي المخابرات السورية التي كانت تعرف جيدا المهام التي أوكلت لتنفيذها ضد جهات معارضة لسورية في لبنان". وخلص فيشمان إلى أنه "عندما ينشغل تنظيم ظلامي ولا يترك آثارا وراءه بالانتقام من قادة حزب الله أيضا، الذين يتعاونون ويتحالفون مع سورية، فإن قادة حزب الله أصبحوا خائفين، والآن لم نعد نحن (في إسرائيل) وحدنا من يصدر تحذيرات سفر وإنما هم (حزب الله) أيضا. وهذا ما يسمى بتحقيق العدل".