المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 599

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في القدس الغربية يوم الاثنين 29/10/2007، أنه مصاب بسرطان البروستاتا فيما أكد طبيباه أن حالته ليست خطيرة وأنه قادر على ممارسة مهامه.

 

 

وافتتح أولمرت بنفسه المؤتمر الصحافي، الذي نقلته قنوات التلفزة والإذاعات الإسرائيلية في بث مباشر، قائلا "طلبت دعوتكم إلى هنا من أجل إبلاغ الجمهور ببيان شخصي متعلق بحالتي الصحية".

وأضاف "اعتدت في السنوات الأخيرة على الخضوع لفحص طبي شامل سنوي يمكن من الكشف والتشخيص المبكر، ولدى عودتي من زيارة لروسيا (فجر يوم الجمعة قبل الماضي) خضعت لفحص، تلقيت نتائجه عشية نهاية الأسبوع الأخير وتبين منه أنه في أعقاب التشخيص المبكر تم الكشف لدي عن مؤشرات أولية لورم سرطاني في البروستاتا".

وقال أولمرت إنه "وفقا لما أبلغني به أطبائي فإن هذا ورم ميكروسكوبي خال من التفاعلات وبالإمكان استئصاله بعلاج جراحي قصير، وبحسب التقرير الطبي فإنه لن تكون هناك حاجة لعلاج بالأشعة أو علاج كيماوي، والتخطيط هو أن يتم تنفيذ العلاج الجراحي نفسه في غضون بضعة شهور".

وأكد أولمرت على "أني سأكون مؤهلا لممارسة مهامي بشكل كامل قبل العلاج وبعد ساعات قليلة في أعقاب العلاج".

وأضاف أن "أطبائي أبلغوني بأن احتمالات المعافاة كاملة وأن الورم الذي تم اكتشافه لا يشكل خطرا على الحياة أو على المس بأدائي وبقدرتي على أداء مهامي، وبناء عليه فإني أعتزم الاستمرار في عملي وتخصيص كل طاقاتي لإدارة شؤون الدولة".

وقال أولمرت إنه "على الرغم من أن القانون لا يلزمني بإطلاع الجمهور على حالتي الصحية فقد أردت إطلاع الجمهور على التطورات بشكل مكشوف وكامل بمبادرتي الشخصية ومباشرة بعد إبلاغي بالتقرير الطبي، إذا يمتلك مواطنو إسرائيل الحق بالمعرفة وأنا أشعر أنه يسري علي الواجب العام للتبليغ بهذا الموضوع".

وشارك طبيبا أولمرت، البروفيسور كوبي رامون والدكتور شلومو سيغف، من المركز الطبي "شيبا"، في المؤتمر الصحافي وتوليا الردّ على عدد كبير من أسئلة الصحافيين.

وقال الدكتور سيغف إن "رئيس الحكومة يخضع منذ سنوات لمراقبة طبية منظمة واعتيادية حتى بعد توليه رئاسة الحكومة، وخلال ذلك قررنا أنه حان الوقت لاستيضاح إمكانية وجود شارات لورم في البروستاتا لديه وتم إجراء الفحص في يوم 19 من الشهر الحالي وبعد أسبوع حصلنا على نتيجة الفحص".

وأضاف أنه "لا يمكن إجراء عملية جراحية فورا بعد الفحص ولذلك تم تأجيلها وليست هناك حالة مستعجلة، ويمكن إجراء العملية الجراحية بعد عدة أسابيع لأسباب تتعلق بتقنية العملية الجراحية".

وقال البروفيسور رامون إن "الورم الذي تم اكتشافه لدى رئيس الحكومة هو ورم محدود ولا يشكل أي خطر في الأمد القريب ولذلك فإنه لا يحتاج لعلاج مستعجل وبالإمكان الانتظار عدة أشهر من دون أن تكون هناك أية مخاطر".

وفي رد على سؤال قال الطبيبان إن "نتائج الفحص لم تكن معروفة بعد عندما سافر أولمرت إلى الخارج" في إشارة إلى سفر أولمرت لفرنسا وبريطانيا مطلع الأسبوع الماضي "لكن حتى لو كانت نتائج الفحص معروفة لنا لكنا أبلغناه أن بإمكانه السفر دون أية مشكلة، إذ بإمكانه الاستمرار في أدائه".

وشدد رامون على أنه "تم اكتشاف الورم لدى رئيس الحكومة في مرحلة مبكرة وتم العثور على موقع واحد ووحيد للورم بدرجة 6 على سلم غليسون، وهذا ورم من النوع الذي تكون فيه قدرته على الانتشار بطيئة ولذلك لا يشكل خطرا على الحياة وفي المرحلة التي اكتشف فيها فإنه قابل للعلاج".

وأضاف أنه "في حال تم إجراء عملية جراحية تحت تأثير تخدير كامل فإنه سيتعذر طبعا على رئيس الحكومة القيام بمهامه لكن هناك أيضا إمكانية لإجراء العملية الجراحية باستخدام مخدر موضعي للجزء الأسفل من الجسد".

 

يشار إلى أن إعلان أولمرت عن حالته الصحية أعاد إلى أذهان الإسرائيليين مصير رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون الذي لا يزال يغط في غيبوبة عميقة منذ إصابته بجلطة دماغية على أثر نزيف حاد في مساء الرابع من كانون الثاني/ يناير من العام 2006 الماضي.

لكن محللين إسرائيليين أشاروا إلى أن أطباء شارون أخفوا عن الجمهور معلومات حول حقيقة وضع شارون قبل وبعد الجلطة الدماغية الخفيفة التي أصابته قبل ذلك بشهرين وتأثير عملية قسطرة خضع لها قبل ذلك بوقت قليل.

 

وعقب عضو الكنيست أرييه إلداد من حزب "الاتحاد الوطني" وأحد أشد معارضي أولمرت وهو بنفسه طبيب بالقول إنه "لا يتوجب على أولمرت الاستقالة بسبب الورم السرطاني وهذا ليس مرضا من شأنه أن يعرقل قيامه بمهامه كرئيس حكومة".

 

من جانبه رحب عضو الكنيست ران كوهين من حزب ميرتس بكشف أولمرت عن حالته الصحية أمام الجمهور وقال إنه "لا حاجة لأن يستقيل رئيس الحكومة بسبب حالته ولكن عليه الاستقالة بسبب حرب لبنان (الثانية) وقضايا الفساد الضالع فيها".

 

يشار إلى أن أولمرت يتعرض منذ انتهاء حرب لبنان الثانية لانتقادات تزايدت بقوة في أعقاب نشر التقرير الأولي للجنة فينوغراد الذي اتهمه بالفشل في إدارة الحرب الأمر الذي أدى إلى تدني شعبية أولمرت لحضيض غير مسبوق في إسرائيل إضافة إلى أنه يتعرض لانتقادات بسبب اتصالاته مع الفلسطينيين مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الدولي في أنابوليس.

 

المصطلحات المستخدمة:

الكنيست, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات