المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 791

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت "إننا نبحث الاقتراح اللبناني لنشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان وما إذا كان هذا الاقتراح عمليا".

وأضاف أولمرت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف يوم الثلاثاء 8/8/2006، أن اقتراح رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بهذا الخصوص "جدير بالاهتمام".

 

 وتابع "لقد سمعت بقرار الحكومة اللبنانية أمس (7/8/2006) القاضي بنشر 15 ألف جندي وموقفنا كان طوال الوقت تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 والبند الجوهري في هذا القرار هو نشر جيش لبناني في جنوب الدولة وإخراج حزب الله من هناك.

"وقرار الحكومة (اللبنانية) هو خطوة جديرة بالاهتمام وعلينا أن ندرسه ونفحصه وبحث كافة جوانبه وما إذا كان عمليا ويمكن تطبيقه في وقت معقول".

وأضاف أولمرت أنه "بالتأكيد يمكن الالتفات إلى حقيقة أن حزب الله أعلن أنه يؤيد هذا الأمر وربما هذا يشير إلى ما نشعر به في ميدان القتال بأن حزب الله لا يمكنه الاستمرار بقواه وبما كان سائدا في هذه المنطقة، ولذلك علينا أن نتحلى بالصبر واتخاذ قرار بالتنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا وسنتخذ القرارات في نهاية المطاف".

وتطرق أولمرت إلى مسودة قرار الأمم المتحدة وقال إن "هناك اتصالات حول مسودة مشروع قرار صاغتها الولايات المتحدة وفرنسا ولا توجد صيغة نهائية ومن الصعب القول الآن ما الذي نوافق عليه وما إذا كانت هناك تحفظات منها.

"وبصورة عامة يمكن القول إن التوجه الظاهر هو توجه من جانب المجتمع الدولي يعترف بأن ما كان لن يكون أكثر، وهذا يعني أن الموقف الإسرائيلي الذي طالب طوال السنوات الماضية بتطبيق القرار 1559 الصادر عن الأمم المتحدة ويقضي بنشر جيش لبنان في جنوب لبنان وإخراج حزب الله أو نزع سلاحه تم تبنيه ونأمل أن ينفذ فعليا، وهذه تماما الأهداف التي وضعتها حكومة إسرائيل لدى بدء الحملة العسكرية التي تم فرضها علينا". 

 

وأضاف أولمرت أن "الغاية المركزية من القرار 1559 هو نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان وأن يكون الأساس والحديث عن نشر قوة عسكرية أخرى تكون فعالة يتم تشكيلها من جيوش شعوب مختلفة ليساعد الجيش اللبناني على تحقيق هدفه.

"وأعتقد أن هناك إمكانية لحدوث ذلك بهذه الصورة أو تلك ولم نحددها لأن المفاوضات لم تنته بعد".

 

وحول توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية قال أولمرت إن "كل شيء يؤثر على كل شيء ونحن نعمل في هذه المواضيع ونواصل في هذه المرحلة الجهود لتوجيه ضربات ضد إطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل".

 

وقال أولمرت إن الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية ستجتمع الأربعاء (9/8/2006) للبحث في توسيع العمليات العسكرية في لبنان.

 

وأضاف "ليس سرا أننا لا نريد احتلال لبنان وهدفنا هو تقليص خطر استمرار إطلاق صواريخ الكاتيوشا على مواطني إسرائيل وإبعاد حزب الله.

"وإذا تمكنا من إخلاء جنوب لبنان بشكل أسرع فإن ذلك سيسرنا كثيرا شرط أن نكون قد حققنا الأهداف التي وضعناها".

 

وحول توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية قال أولمرت إنه "حتى صباح أمس لم يطرح أمامي أي خطة لتوسيع العمليات أكثر من المنطقة التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي اليوم.

"لقد سمعت كلاما كثيرا وقرأت أنباء في الصحف لكن لم يطرح اقتراح بهذا الخصوص، ومن جهة ثانية لم يتم طرح اقتراح (من جانب الجيش) لم تتم المصادقة عليه.

"وأول مرة تم فيها طرح اقتراح أمامنا لتجاوز الخطوط الموجود فيها الجيش الإسرائيلي اليوم (في لبنان) كان أمس وقد صادقت على طرح هذا الاقتراح للتداول أمام الحكومة المصغرة غدا".

وقال أولمرت إنه "تم نقل عشرات ألوف المواطنين من شمال إسرائيل الذين تواجدوا وقتا طويلا في الملاجئ وسيتم نقل آخرين وهذا جهد كبير ومكلف جدا".

 

ليفني: على السنيورة أن يكفكف دموعه وأن يبدأ بالعمل

 

قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن على رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن "يكفكف دموعه والبدء بالعمل من أجل مستقبل أفضل للمواطنين الذين يبكي عليهم".

جاءت أقوال ليفني خلال جلسة خاصة في الكنيست يوم الثلاثاء 8/8/2006 وأشارت إلى رئيس الوزراء اللبناني الذي بكى خلال كلمة ألقاها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت أمس.

واعتبرت ليفني أن "إسرائيل تدفع ثمن ضعف حكومة لبنان وهو أيضا الثمن الذي يدفعه الشعب اللبناني" في إشارة إلى وجود ميليشيات مسلحة في لبنان وعلى رأسها حزب الله.

وأضافت ليفني أن "السنيورة يستخدم ضعفه ليدعوا المجتمع الدولي إلى مساندته.

"ونحن نقول للمجتمع الدولي أن لا يجعل قراراته حبرا على ورق يشيرون إليها وبعد ذلك يتم وضعها في الأرشيفات.

"يحظر منح حق الفيتو لحزب الله" فيما يتعلق بمعارضة نشر قوات دولية في جنوب لبنان.

واستطردت ليفني أنه "عندما يتفهم المجتمع الدولي ضعف السنيورة وحكومته فإنه يمنح قوة أكبر لحزب الله".

وتطرقت ليفني إلى مسودة قرار يتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي وقالت إن إسرائيل "ما زالت تطلب إجراء تعديلات عليها".

وقالت إن المطالبة بوقف إطلاق النار في لبنان "ستقود إلى فراغ" وإن "التفاهم في المسودة هو أن على حزب الله وقف هجماته ضد الجميع وليس ضد مواطني إٍسرائيل فقط".

وأضافت أن "إسرائيل ليست مطالبة بسحب قواتها (من لبنان) وبالتأكيد أنه بقي لدينا الحق بالرد".

من جهتها هاجمت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك المطالبين بوقف الحرب ضد لبنان واعتبرت أنه "لا يمكن لدولة أن تخوض حربا في أجواء لجنة تحقيق".  

ومضت أنه "إضافة إلى هؤلاء يوجد في داخلنا من يدعون باسم الإنسانية إلى وقف إطلاق النار هنا والآن وبدون شرط" في إشارة إلى أعضاء الكنيست العرب.

واعتبرت ايتسيك أن "المشاهد من لبنان قاسية وتصعب مشاهدتها وأنا أعترف بذلك لكنها ليست أصعب في نظري من مشاهد آلاف الأولاد الإسرائيليين الذين اقتلعوا من بيوتهم ونقلوا جنوبا خوفا من الصواريخ.

"وهي ليست أصعب من مشاهد الدمار والخراب والحرائق في المدن والبلدات والحقول من حيفا شمالا".

 

"هآرتس": "يتوجب على الجيش أن ينتزع انتصارًا"!

 

هذا، وفي الوقت الذي انشغلت فيه معظم تعليقات الصحف الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 8/8، بالتعقيب على قرار الحكومة اللبنانية نشر الجيش اللبناني في الجنوب، دعت افتتاحية صحيفة "هآرتس" قيادة الجيش إلى بذل كل ما في مستطاعها من "أجل انتزاع النصر" في هذه الحرب التي توشك أن ترتسم كـ"هزيمة حارقة" في الوعي العام، على حدّ تعبيرها.

 

ومما جاء في هذه الافتتاحية: "ليس متأخرًا بعد أن نطالب الجيش بألا يبقي دولة إسرائيل، عند انتهاء الحرب، مهزومة ومنكشفة أمام أية عصابة إرهابية قد ترابط على جميع حدودها وتوجه صواريخ ضد سكانها".

 

وتابعت "هآرتس": "رغم الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة وجنرالات الجيش الإسرائيلي لتعداد الإنجازات العسكرية، فإن الحرب تقترب من نهايتها، بينما تتراءى في نظر المنطقة ونظر العالم وحتى في نظر الجمهور الإسرائيلي كهزيمة حارقة ذات إسقاطات حبلى بالأمور المصيرية. فإن المعيار الذي ستقاس فيه نتائج المجابهة، هنا وفي الخارج، هو عدد الصواريخ التي سقطت في العمق الإسرائيلي، ووتيرة سقوطها التي لم تنخفض وإنما تسارعت في أيام القتال. وفي أعقاب نتيجة كهذه لا شكّ في أن إيران ستبذل جهدًا لأن تزود بالصواريخ ليس فقط حزب الله، وإنما أيضًا كل منظمة أو مجموعة تسعى لقصف إسرائيل الضعيفة بالصواريخ".

 

وختمت بالقول: "الآن في لحظة متأخرة لكن حرجة من هذه الحرب، من واجب الجيش الإسرائيلي أن يقترح، يوصي، يدفع، ويطالب بإذن سياسي- فلديه أصلاً إذن شعبي- بأن ينتزع الانتصار من بين فكيّ الهزيمة القريبة".

 

ردود الفعل على قرار الحكومة اللبنانية

 

قال ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، إن قرار حكومة لبنان من يوم أمس القاضي بنشر جيشها في جنوب لبنان هو من ناحية ظاهرية "إنجاز كبير لإسرائيل". فمنذ انسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار/ مايو 2000 "طالبت إسرائيل بأن تطبّق حكومة بيروت سيادتها حتى الحدود".

لكنه زعم أن "موافقة حزب الله على برنامج رئيس حكومة لبنان، فؤاد السنيورة، تدلّ على إشارات تعب لدى قيادة هذه المنظمة".

 

وقال بن إن ثمة عدة أسئلة تظل مفتوحة، ومنها: هل سيتم نزع سلاح حزب الله؟ وإذا لم يتم نزعه، ماذا سيكون مصير صواريخه؟ ومن سيمنع تسرّب السلاح من إيران وسوريا إلى مخازن نصر الله؟ وماذا سيحصل للقوة الدولية "القوية"، التي طالبت إسرائيل بإرسالها إلى لبنان؟.

 

وتوقع أن تكون هذه الأسئلة في مركز مباحثات المبعوث الأميركي ديفيد وولش اليوم في بيروت.

 

وبرأي بن فإن القرار اللبناني اتخذ على خلفية تطورين: "من جهة وصول الاتصالات الدبلوماسية لبلورة قرار مجلس الأمن ونشر القوات الدولية إلى طريق مسدود، ومن جهة أخرى تهديد إسرائيل بتوسيع العملية البرية للجيش الإسرائيلي".

 

من ناحية أخرى أشار بن إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أعطى الإذن يوم أمس للجيش الإسرائيلي بأن يجلب إلى الكابينيت "خطة لاحتلال جنوب لبنان حتى الليطاني وحتى للعمل فيما وراء النهر في هضاب النبطية. لكن البحث في الكابينيت تقرر ليوم غد (الأربعاء). وفي مكتب أولمرت فسروا ذلك بأن الجيش طلب مهلة للاستعداد الجيّد لذلك، وأن رئيس الحكومة سيتفحص التطورات في الساعات الـ24 القادمة قبل أن يبلور موقفه".

وأكدّ أنه سيتضح اليوم "ما إذا كان في نية أولمرت إرسال القوات البرية قدمًا نحو الليطاني أو أن يكون إعلان الحكومة اللبنانية مقدمة لوقف إطلاق النار".

 

من جهته رأى جاكي حوجي، معلق الشؤون العربية في صحيفة "معاريف"، أن إعلان حكومة لبنان هو اقتراح دراماتيكي. وأضاف: مع أنه تحوم حول الإعلان علامات سؤال كثيرة "فليس في استطاعة إسرائيل عدم اختباره بجدية. إذا رفضته فستواصل الغرق في الحرب وإذا وافقت عليه ستضع على المحك نوايا حكومة لبنان".

 

وبرأي هذا المعلق فإن علامة السؤال الكبرى هي حول "الموقف العلني لحزب الله. فحتى الآن لم يسمع صوت حسن نصر الله، وهو الشخص الحاسم".

 

وتابع: "ظاهريًا يدور الحديث عن هزيمة لحزب الله. فعند بدئها بشنّ الحرب أعلنت إسرائيل أن هدفها هو تغيير أصول اللعب وإبعاد حزب الله عن الحدود. لكن الصورة التي تنازل بها حزب الله بسهولة عن جنوب لبنان تثير الشبهة".

 

وقال إن الإعلان اللبناني هو "نتيجة مبادرة فرنسية هادئة، ومساعدة أميركية وسعودية. المبعوث السري بين أربع عواصم كان سعد الحريري، رئيس "تيار المستقبل" في البرلمان والمقرّب من السنيورة".

 

وامتدح حوجي رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، معتبرًا أنه "مفاجأة الأيام الأخيرة". واستطرد قائلاً:  لقد وجه السنيورة نقدًا حادًا لإسرائيل لكنه لم ينجرّ لإساءات عربيدة ضدها. في الوقت نفسه لسع سوريا وإيران. ولجم اقتراحًا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم دعا إلى توجيه تحية إلى حزب الله. وختم: "الحديث يدور عن وطني حقيقي، ليس من النوع الذي يسعى (حسن) نصر الله إليه، وإنما من ذلك النوع الذي لو كان لديه نفوذ، لكان يستأهل أن نعقد الصفقات معه".

 

أما سمدار بيري، معلقة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد رأت أن خطة حكومة لبنان هي "مناورة غير محكمة". وفي رأيها فإن "الموافقة الفورية للرئيس اللبناني (إميل) لحود، الذي يدير لبنان لصالح سوريا، والموافقة غير المشروطة لحزب الله والمقولة بأن "جيش لبنان مستعد، جاهز ومزوّد"- كل هذه الأمور ينبغي أن تثير لدينا شكوكًا كبيرة".

 

وادعت بيري أن "من تأمل أمس الوجه المحتقن لرئيس حكومة لبنان يستطيع أن يدرك بأنه يستصعب تصديق أن حزب الله والأسد والإيرانيين أصبحوا حمائم سلام بين عشية وضحاها". 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات