المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اثار إعلان زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي, شمعون بيريس, نيته ترشيح نفسه على رأس لائحة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة, عاصفة داخل الحزب تنذر بقيام جبهة معارضة على غرار تلك التي يقودها "متمردو الليكود" ضد زعيمه رئيس الحكومة أريئيل شارون.

واعتبر معلقون في الشؤون الحزبية اعلان بيريس "قنبلة سياسية" جديدة تخلط كل الاوراق وتضفي مزيداً من التعقيدات التي تشهدها الساحة الحزبية في اسرائيل. واعادوا الى الاذهان التزام بيريس, منذ هزيمته امام بنيامين نتنياهو العام 1996 , عدم ترشيح نفسه لزعامة "العمل" وتعهده, حين اختاره أعضاء الحزب العام الماضي زعيماً موقتاً له حتى أواخر العام المقبل, اخلاء كرسيه لانتخاب زعيم للحزب.

واستهجن عدد من اركان "العمل" تصريحات بيريس مساء اول من امس لما حملته من تناقضات حين رد على قرار مؤتمر "الليكود" رفض الشراكة الحكومية مع "العمل" باعلان وقف المفاوضات الائتلافية ثم في ساعات المساء, دعوته الى اسقاط الحكومة وتبكير الانتخابات البرلمانية, واستدراكه لاحقاً بأن باب التفاوض مع "الليكود" ما زال مفتوحاً. ودعا هؤلاء الى انعقاد مؤسسات الحزب واجراء انتخابات داخلية لمنصب زعيم "العمل" موضحين لبيريس ان عليه خوض هذه الانتخابات اسوة بسائر المرشحين وان ماضيه السياسي الغني وحقيقة كونه عجوز الحزب لا يضمنان له منصب الزعامة تلقائياً.

الى ذلك طالب نواب, كانوا حتى الامس القريب من مؤيدي الانضمام الى حكومة شارون, بوقف المفاوضات الائتلافية وحل الطاقم المفاوض والسعي بشكل جدي لتقديم موعد الانتخابات "لا التحدث بلغتين واستجداء الليكود لضمّنا الى حكومته".

ولم يستبعد احد المعلقين ان يكون بيريس اطلق تصريحاته كوسيلة ضغط على شارون لاستئناف التفاوض معه "وذلك رغبة منه في استنفاد كل الامكانات للوصول الى كرسي وزير الخارجية في الحكومة الحالية". وسوّغ بيريس تصريحاته بأنه لا يمكن لمئات عدة من اعضاء مؤتمر "الليكود" ان يقرروا مصير الدولة العبرية. وقال في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" ان "العمل" سيواصل دعم خطة الفصل وخريطة الطريق, معتبراً قرار "الليكود" رفضاً لهاتين الخطتين و"ان تم تحت غطاء رفض العمل".

واستبعد مراقبون ان يقوم شارون "في الوقت القريب" بخطوات او اتصالات لتعزيز ائتلافه الحكومي ورأوا ان رئيس الحكومة سيستغل اجازته السنوية "لالتقاط الانفاس" قبل ان يحدد وجهته. وكان شارون اعلن في تصريحات لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه "مصمم بحزم على تطبيق خطة الفصل نهاية العام المقبل". واضاف: "سأواصل القيام بما هو لمصلحة شعب اسرائيل, وهو إحلال السلام والامن".

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات