رفعت اسرائيل (الاحد 13/4) حالة التأهب التي أعلنتها عشية الحرب على العراق. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية ان وزير الدفاع شاوول موفاز "قرر تسريح عناصر الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لخدمة العلم عشية الحرب على العراق".والغيت التعليمات التي اعطيت للاسرائيليين بضرورة حمل الكمامات الواقية من الغاز بشكل دائم وتجهيز غرف في منازلهم لحماية انفسهم من اي هجوم باسلحة غير تقليدية.
وكانت هذه التعليمات اعطيت في 18 اذار قبل يومين من شن الهجوم الاميركي - البريطاني على العراق. لكن الاسرائيليين ما لبثوا ان استعادوا في وقت سريع نسبيًا حياتهم العادية دون مراعاة التعليمات الرسمية، ومنذ نهاية اذار توقفوا عن حمل كمامات الغاز معهم.
وفي وقت لاحق أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، بعد ظهر الاحد 13/4، أنه في نهاية مشاورات أمنية، تقرر إلغاء حالة الاستنفار في إسرائيل تحسباً لهجوم صاروخي من العراق، وتسريح كل جنود الاحتياط من الجبهة الداخلية فورًا، والذين جندوا بأمر "رقم 8". ومع ذلك، أعلن موفاز أن مركبات "الدفاع الفعّال" الاسرائيلي، ومن ضمنها جهاز صواريخ "حيتس"، ستبقى في حالة نشر ميداني كامل إلى حين إجراء تققيم جديد للوضع.
وعللت قيادة الجهاز الأمني الاسرائيلي توقيت القرار الذت اتخذه الوزير بـ "ورود إستخبارات أمينة وموثوقة بشأن مواقع الاطلاق والتخزين وإخفاء صواريخ وبطاريات "سكاد" من طراز "الحسين"، وخاصة في شمالي غربي العراق، حيث نشطت هناك القوات الأمريكية، في الأيام الأخيرة، بكثافة، من أجل "تنظيف" المنطقة من أي شك، ووجدوها خالية وغير مهددة". ومنذ لحظة نشر الخبر، فإن السكان في اسرائيل معفيون من حمل الكمامات طيلة الوقت وانتفت الحاجة لوجود غرف مأطومة.
كما انتهى بث "الموجة المفتوحة" في "ريشت أ" وعادت القناة الاذاعية التابعة لصوت إسرائيل إلى بثها المعتاد. ولكن، بعد عدة ساعات من الاعلان عن إلغاء حالة الاستنفار، واصلت "قناة 33" الفضائية والقناة الفضائية الاسرائيلية التابعتين لسلطة البث، بث أفلام إرشادية حضرتها قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية. وقالوا في سلطة البث إن الأفلام التي بُثت عالجت موضوع الارشاد في مجال لبس الكمامة وتخزينها، وأنها ستتوقف بشكل نهائي.
وفي جلسة الحكومة الاسرائيلية صباح الاحد 13/4 قال موفاز إلى أنه من المتوقع إتخاذ قرار حول إلغاء الاستنفار. وذكر أن الواقع تغيّر في غربي العراق. وعندما أعلن موفاز أن إسرائيل ستضطر للاستمرار في المحافظة على دفاعها الفعّال، سأله رئيس الحكومة، أريئيل شارون: "ماذا تقصد؟" وأجاب موفاز: "صواريخ ‘حيتس‘ مثلا". وأوضح موفاز للوزراء أنه تقرر حتى الآن عدم تغيير حالة الاستنفار في إسرائيل، "لأننا وصلنا إلى الاستنتاج أن هناك فرقًا بين ما ينعكس على شاشات التلفزيون وبين الوضع في الميدان".
وتُقدر تكلفة فتح "الفلاتر" المرفقة بالكمامات بحوالي 70- 80 مليون شيكل، وكلّف كل يوم من الاستنفار، خلال الأيام الـ 26 الأخيرة، من سبعة إلى تسعة ملايين شيكل إضافية في المعدل. والحديث يدور عن تجنيد آلاف من جنود الاحتياط؛ وصيانة جهاز طيران حربي مستنفر في طلعات جوية يومية لأيام طويلة، منذ بدء الحرب؛ واستغلال كميات هائلة من الوقود والذخيرة والوسائل الخاصة المقتناة والتي شُغلت وجُربت وأدخلت إلى الاستخدام الميداني من خلال نظم مُسرّعة. وتُقدر التكاليف الاجمالية بحوالي 300 مليون شيكل، في تقدير أولي وغير دقيق، ويشمل إعادة تأهيل وتجديد الكمامات الواقية في السنوات المقبلة.
مصدر عسكري: نتائج الحرب ستلزم بتغيير مبنى القوى في الجيش الاسرائيلي
"تشكل نتائج الحرب (على العراق) هزة أرضية وهي تلزم بإجراء تغييرات في مفاهيم التفعيل وفي عناصر مبنى القوة في الجيش الاسرائيلي" - هذا ما قاله، الاحد 13/4، مصدر رفيع في الجيش الاسرائيلي. وبحسب أقواله، فإن نتائج الحرب ستؤثر على كل الشرق الأوسط، مع أنه من غير الواضح للآن كيف سيرد العالم العربي على طريقة إدارة الحرب.
"من المغري أن نقول إن العراق لا يشكل خطرًا بعد الآن"، قال المصدر الرفيع. "لا شك في أن الخطر منه سيقل، ولكن لا يمكن القول في هذه المرحلة ما إذا كان ممكنًا فرض أجندة أكثر تنورًا في العراق، مما عرفناه حتى اليوم. ومن المعقول أن الوضع في العراق سيتطور إلى حرب "إرهاب" وشوارع".
وبحسب المصدر الرفيع، فإنه من الخطر القول إن نافذة من الامكانيات الجديدة فتحت في الشرق الأوسط، في أعقاب "الانتصار" الأمريكي في العراق. لأنه من غير الواضح ما فهمه العالم العربي من الحرب. واضاف أن للوضع في العراق تأثيرًا على أيران وعلى دفع قدرتها على التدمير الشامل، ومن الممكن أن يؤثر أيضًا على سوريا "لكي تتقي الأمور أكثر".
وشدد المصدر الاسرائيلي الرفيع، مع ذلك، على أنه وبحسب رأيه فلن ينشأ وضع لن يُطلب فيه من الجيش الاسرائيلي توفير رد على التهديد الصادر من دول "الدائرة الثالثة"، لأن هناك صدامًا قويًا بين الثقافات والتوجهات. ومع ذلك، ستضطر معادلة ترتيب القوى في الجيش للتغير في السنوات القادمة، وذلك لسببين: إسقاطات الحرب في العراق والتقييدات في الموازنة التي يعمل الجهاز الأمني الاسرائيلي من خلالها، اليوم.
وفي تطرقه للتغيير المفترض في مبنى القوى في الجيش الاسرائيلي في أعقاب الحرب على العراق، عدد المصدر الرفيع أربعة عناصر: معادلة ترتيب القوى، السعي نحو الاستقلالية، الجاهزية (والتي تشمل أيضًا القابلية ومستوى الاحتياط) والتواجد اليومي للجيش.
وبُدئ في الأسبوع الماضي في القيادة العامة بعملية بلورة خطة العمل، ستنتهي خلال شهرين. وسيتقرر في الخطة الجديدة سلم الأولويات من جديد، والذي سينبع من التطورات الاستراتيجية في المنطقة، وأيضًا، من التقييدات الموازنية في الجيش، النابعة من الوضع الاقتصادي الجديد في إسرائيل.