المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 1226

طالبت السلطة الوطنية الفلسطينية مؤتمر لندن ان يقول لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون "كفى للاحتلال".
وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني "نريد من مؤتمر لندن ان يخرج بصوت مرتفع ويقول لشارون: كفى للاحتلال، كفى للاستيطان، كفى لهدم البيوت والعقوبات الجماعية والاغتيالات والاعتقالات، كفى للدمار، كفى لتحويل المدن والقري الفلسطينية الى سجون كبيرة". واضاف عريقات "آن الاوان للمجتمع الدولي وتحديدا اللجنة الرباعية ان تخرج عن صمتها وتقول للعالم ان الحكومة الاسرائيلية هي التى تعرقل عودة الامل الى عقول الناس واعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي والاستمرار في برنامج الاصلاح الفلسطيني".

 

ومنعت اسرائيل الدكتور صائب عريقات من الانتقال من اريحا الى رام الله في الضفة الغربية للمشاركة في مؤتمر لندن، الذي يغيب عنه التمثيل الرسمي الفلسطيني.

وكانت لندن شهدت ظهيرة الثلاثاء 14 كانون الثاني افتتاح المؤتمر المنعقد للبحث في الشؤوون الفلسطينية وبضمنها "الاصلاحات في السلطة" الوطنية، بغياب التمثيل الفلسطيني الرسمي الكامل عنه، وبمشاركة غالبية الممثلين الفلسطينيين بالمؤتمر بطريقة الفيديو كونفرنس من رام الله وغزة، بعد ان حظرت السلطات الاسرائيلية مغادرتهم البلاد الى لندن. ولجأت لندن الى هذه الطريقة لضمان مشاركة الوفد الفلسطيني في المؤتمر بعد منعه من السفر.

وكان عريقات اعلن ان الحكومة الاسرائيلية منعت اعتبارا من السابع من الشهر الجاري جميع المسؤولين في السلطة الفلسطينية من مغادرة الاراضي الفلسطينية والتنقل بين المدن الفلسطينية. وطالب عريقات الذي تحدث عن "ورقة فلسطينية" تشمل كل المجالات ستعرض على مؤتمر لندن، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بان "يخرج عن صمته ويوجه رسالة حازمة تقول للعالم ان الحكومة الاسرائيلية هي التى تدمر عملية السلام وهي التى تدمر برنامج الاصلاحات الفلسطيني". واتهم عريقات الحكومة الاسرائيلية بانها "تتحدث باللغة الانجليزية عن قبول مبادرات مثل ميتشل وتينت وخطة خارطة الطريق (...) وتعطي الاوامر باللغة العبرية لتدمير هذه المحاولات". واشار الى انها "منعت الاسبوع الماضي المجلس المركزي من الاجتماع لمناقشة مسودة دستور الدولة الفلسطينية (...) وعرقلت تحضير الانتخابات الرئاسية والتشريعية".

وتساءل عريقات "اذا لم تتمكن اللجنة الرباعية من اخراج وفد فلسطيني الى لندن فكيف يمكن ان نقنع المواطن الفلسطيني ان هذه اللجنة الرباعية ستصدر خطة خارطة الطريق وتلزم شارون بوقف الاستيطان وانهاء الاحتلال". وردا على تصريحات شارون الذي قال انه "لا يمكن الوثوق بياسر عرفات" لاجراء اصلاحات، قال عريقات ان "العالم اجمع يدرك ان الرئيس عرفات هو المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بمشاركة العالم تسعى من اجل برنامج اصلاح شامل في كافة المجالات". وتابع ان "ما يعطل هذه الاصلاحات هو تحويل المدن والقري والمخيمات الفلسطينية الى سجون كبيرة". واضاف ان "العالم اجمع يدرك ان من يمارس العنف والفوض والدمار واراقة الدماء هروبا من قضية الفساد المالي التى يواجهها هو شارون (...) عبر المزيد من الدماء الفلسطينية والاقتحامات والدمار وتدمير اي جهد لاخراج عملية السلام من مأزقها".

من جهته، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان تصريحات شارون تشكل "دليلا على العزلة الدولية والافشال السياسي الحقيقي لشارون". ورأى ابو ردينة ان "المطلوب قبل الحديث عن الاصلاحات السياسية الانسحاب الاسرائيلي الفوري من المدن والقري الفلسطينية وفقا لقرارات مجلس الامن حتى يمكن الحديث عن مناخ مناسب لتقدم على عملية السلام". واضاف ان انعقاد مؤتمر لندن "في هذه الظروف" يشكل "رسالة ان المجتمع الدولي غير راضي على الاجراءات الاسرائيلية والقرارات ورسالة مهمة الى اسرائيل"، داعيا اللجنة الرباعية الى اتخاذ القرارات اللازمة وتبني خريطة الطريق تمهيدا لانسحاب اسرائيل حيث يمكن التحدث عن تقدم على عملية السلام".

* زياد ابو عمر: مؤتمر لندن لن ينتهي الى نتيجة

من جهته افاد زياد ابو عمر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني انه لا يتوقع ان يفضي مؤتمر لندن لبحث عملية الاصلاح في السلطة الفلسطينية عن نتيجة، موضحا انه اعتذر عن المشاركة فيه بسبب تشكيلة الوفد الفلسطيني.

وقال ابو عمر وهو عضو مستقل في المجلس التشريعي وجهت له الدعوة للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد عبر الدائرة الفيديوية، "هناك تساؤلات حول الهدف من المؤتمر في هذا الوقت بالذات قبل الانتخابات الاسرائيلية". واضاف ان "الهدف هو سد فراغ والقول ان الجهود الدولية مستمرة في معالجة الموضوع الفلسطيني ولا اتوقع ان يتمخض هذا المؤتمر عن شىء". واوضح ابو عمر "لقد اعتذرت عن المشاركة في المؤتمر حتى قبل منع اسرائيل للوفد الفلسطيني من التوجه الى لندن ولاسباب عديدة منها تشكيلة الوفد الذي يفترض ان يضم ممثلين عن السلطات التنفذية والتشريعية والقضائية والمعارضة الفلسطينية وممثلي المجتمع المدني وبالتالي يكون لدينا وفد يمثل كافة ابناء الشعب الفلسطيني واكثر اقناعا للشارع الفلسطيني وللجهة الداعية للمؤتمر". واعتبر اختيار ممثلين عن السلطة التنفذية وبعض شخصيات المجتمع المدني "ليس كافيا".

* "الايام": مدير المخابرات المصري سيقترح "هدنة" فلسطينية - اسرائيلية

من جهة أخرى ذكرت صحيفة "الايام" الفلسطينية ان مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيعلن في مؤتمر لندن عن اقتراح مصري بـ "هدنة" فلسطينية-اسرائيلية لمدة عام. وقالت الصحيفة ان الصيغة المقترحة تشمل وقف العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين، وحظيت بموافقة الرئيس ياسر عرفات، وعرضت على حركة حماس التي يتوقع ان يكون ردها "ايجابيا". واوضحت الصحيفة بهذا الصدد ان اللواء سليمان التقى خلال الايام الماضية في القاهرة اسامة حمدان ممثل "حماس" في لبنان وعماد العلمي عضو المكتب السياسي للحركة "حيث اطلعاه على موقف الحركة من هذه الصيغة وسط توقعات بان يكون رد الحركة ايجابيا".

لكن اسماعيل هنية احد قادة الحركة في غزة اكد انه "لم يطرأ أي تطور في موقف حماس حتى اللحظة". وقال هنية "ليس هناك في الافق ما يدعو الى تغيير وحقنا في مقاومة الاحتلال بمختلف الاشكال حق شرعي".

من جهة ثانية قال مسؤول في حركة فتح ان الصيغة المصرية المقترحة "تشمل وقفا للعمليات داخل اسرائيل مقابل ضمان مصري لوقف اسرائيل عمليات الاغتيال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي ضد الناشطين الفلسطينيين". وقالت "الايام" ان الصيغة المصرية "تتمضن تاكيدا على حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس والتاكيد على وحدانية السلطة" الفلسطينية.

ويمثل الفلسطينيين وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ووزير الداخلية هاني الحسن ووزير الحكم المحلي صائب عريقات ووزير المالية سلام فياض ووزير السياحة نبيل قسيس ووزير الاعلام ياسر عبدربه. الا ان عريقات اكد الثلاثاء ان السلطات الاسرائيلية منعته من الوصول الى رام الله للمشاركة في دائرة الفيديو المغلقة.

ويتمثل المجتمع المدني الفلسطيني بثلاث شخصيات. وسيشارك في الاجتماع مندوبون عن اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا) والاردن ومصر والسعودية.

وافتتح المؤتمر الذي يعقد عن طريق الفيديو بين رام الله وغزة ولندن حيث يشارك فيه مساعد وزير الخارجية الاميركي للشرق الاوسط وليام بيرنز واعضاء اخرون في اللجنة الرباعية الدولية التي تضم ايضا الامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي، بالاضافة الى ممثلين عن الاردن والسعودية ومصر.

 

المصطلحات المستخدمة:

تدمر

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات