تل ابيب – 25 ديسمبر 2002 بقلم: جون مارك موجون (أ ف ب): حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إقحام سوريا في "محور الشر" الذي أعلنت عليه واشنطن الحرب باتهام دمشق بإخفاء أسلحة دمار شامل عراقية.
وتأتي هذه التاكيدات بينما توجه اتهامات الى رئيس الوزراء ارييل شارون وخصوصا من قبل حزب العمل بتركيز خطابه على العراق لتحويل انظار الرأي العام الاسرائيلي عن قضايا فساد تهز حزب الليكود مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي ستجري في 28 كانون/الثاني/يناير.
واكد شارون الثلاثاء للمحطة الثانية الخاصة للتلفزيون الاسرائيلي "لدينا معلومات نحن بصدد التثبت منها لكننا متأكدون ان العراق نقل مؤخرا اسلحة كيميائية وبيولوجية الى سوريا".
واضاف ان "صدام حسين اراد اخفاء هذه الاسلحة واعتقد ان الاميركيين يعرفون ذلك ايضا".
وقد وصفت دمشق اليوم الاربعاء اتهامات رئيس الوزراء الاسرائيلي بانها "مثيرة للسخرية" و"عارية عن الصحة" مؤكدة ان "ادعاءات شارون تهدف الى تحويل الانظار عن الترسانة النووية والكيميائية والجرثومية التي تمتلكها اسرائيل وتقدم لها الاموال والاسلحة من دول اخرى لحمايتها وتطويرها".
وكانت مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل توقفت منذ ثلاثة اعوام. وتتهم اسرائيل سوريا بايواء عدد من المنظمات الفلسطينية المتشددة ورفضها ادانة العمليات الانتحارية.
وقال شلومو بروم الخبير في المسائل السورية في جامعة تل ابيب ان "من مصلحة اسرائيل ان تكون سوريا بين البلدان التي تهددها الولايات المتحدة بسبب دعمها للارهاب. وقد تساءلت اسرائيل دائما لماذا لا تكون سوريا ضمن بلدان "محور الشر" التي تضم العراق وايران وكوريا الشمالية".
وكانت اسرائيل انتقدت رئيس الوزراء البريطاني على استقباله اخيرا الرئيس السوري بشار الاسد بحفاوة بينما تتهمه اسرائيل بانه ادلى بتصريحات معادية لليهود.
واعتبر بروم ان "وجود علاقات مشبوهة بين سوريا والعراق امر لن يثير الدهشة لان رئيسي البلدين دعما علاقاتهما ولان بشار الاسد انتهك اصلا قرارات الامم المتحدة بتوريده النفط من العراق".
ويحكم العراق وسوريا حاليا فصيلان متنافسان من حزب البعث. وقد شهدت العلاقات بين بغداد ودمشق تحسنا منذ 1998 بعد توتر شديد.
وقد اصبحت امكانية شن هجوم اميركي على العراق واحتمال تعرض اسرائيل لضربات عراقية كما حدث في 1991 عندما كانت الدولة العبرية هدفا لصواريخ سكود العراقية، تحتل الاولوية الاولى لشارون.
واكثر رئيس الوزراء الاسرائيلي ومعاونوه في الفترة الاخيرة من التصريحات المثيرة للخوف حول العراق عكستها الصحف الاسرائيلية من خلال تقديم النصائح والتوضيحات حول الاستعدادات التي يتعين اتخاذها عند تفجر الاوضاع في العراق.
وكتبت صحيفة "معاريف" في اشارة الى تصريحات شارون حول نقل اسلحة عراقية الى سوريا "قبل اسابيع قليلة من الهجوم الاميركي على العراق يأتينا تذكير مثير للقلق وهو ان صدام حسين ليس بحاجة الى صواريخ سكود ليقصف اسرائيل".
اما صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد اعتبرت انه في "خضم هذا السيل من التصريحات والتحقيقات والعناوين المثيرة والصور المدهشة يصبح من العسير جدا التمييز بين الحدود الفاصلة بين الاستعدادات الضرورية وبين ما يسهم في بث الهلع في النفوس".
واتهم عمرام متسناع المنافس الرئيسي لشارون في الانتخابات التي ستجرى في 28 كانون الثاني/يناير رئيس الوزراء الاسرائيلي بانه يقرع طبول الحرب ليشغل الرأي العام عن فضيحة شراء الاصوات التي تورط فيها حزب الليكود في الانتخابات الداخلية.
واكد مستناغ للاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان "شارون يسعى عمدا الى اثارة الهلع وهستيريا الخوف حول اخطار قد تأتي من العراق لمنع الرأي العام من الانشغال بقضايا اكثر اهمية".
وقد سجلت مؤشرات شعبية شارون انخفاضا طفيفا الاسبوع الماضي عقب الفضيحة التي تهز الليكود ولكنه يبقى في المقدمة حسب استطلاعات الراي.