المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • اسم في الأخبار
  • 1371

بقلم: يئير اتينغر "وجهة نظري التي اعبر عنها في مواعظي الدينية او في شأن حقوقي اليومية لا تتغير، وهي: التطلع الى تحصيل واحقاق حقوقنا كوسط عربي في نطاق اوسع اطار قانوني يتيحه لنا القانون، والتطلع الى محاولة بناء حياة اسلامية في مجتمعي في اطار القانون". هذا ما قاله الشيخ رائد صلاح في آب الماضي امام "لجنة اور".

 

يتحدر الشيخ رائد صلاح محاجنة، 50 عاما، من عائلة مسلمة تقليدية، كثيرة الاولاد، من ام الفحم. والده (توفي ليلة امس) متقاعد من الخدمة في الشرطة، التي يخدم فيها حاليا اثنان من اشقاء الشيخ رائد.

في السبعينات، حيث كان في سن الشباب، اشهر الشيخ رائد توبتة الى الله. وفي مقابلة ادلى بها لصحيفة "هآرتس" قبل عدة سنوات روى الشيخ، ان جدلا نشب بين اصدقائه حول وجود الله ادى الى تحفيزه نحو قراءة كتب الشريعة الاسلامية. واضاف ان "التوبة والبحث عن جذوري وعن هويتي لم يكن لهما صلة بأحداث سياسية معينة".

في العام 1980، انهى الشيخ رائد دراسة الشريعة الاسلامية في كلية الشريعة بمدينة الخليل. وبعد ان رفضت وزارة المعارف الاسرائيلية طلبه العمل كمدرس، اعتاش "صلاح" من العمل في مجالات مختلفة مما تيسر، ثم اصبح محررًا في مجلة فصلية ("الصراط") والتي نشرت مقالات تعالج شؤونا دينية اسلامية.

في اوائل الثمانينات انضم رائد الى الحركة الاسلامية التي اسسها الشيخ عبد الله نمر درويش، والتي كانت نواة مؤيديها من سكان كفر قاسم وباقة الغربية والطيرة وقلنسوة وام الفحم. وقد ساهمت النشاطات الاجتماعية للحركة في ام الفحم في شق الطريق امام فوز الشيخ رائد برئاسة بلدية المدينة عام 1989.

اعتاد رائد صلاح على تفسير سر نجاح الحركة الاسلامية في مدينته واماكن اخرى بالنشاطات الاجتماعية التي تقوم بها وليس نتيجة لمواقف سياسية، حيث عمل متطوعون من اعضاء الحركة لصالح المجموع، واقيمت روضات للاطفال وبنيت عيادات ومكتبات ومساجد.

خلال توليه لرئاسة البلدية الى ما قبل عام، اقام الشيخ رائد علاقات وثيقة مع وزراء في الحكومة الاسرائيلية ومن بينهم اريية درعي، الرئيس السابق لحركة "شاس"، وبنيامين بن اليعيزر من زعماء حزب "العمل".

صار الشيخ رائد منذ انتخابه لرئاسة بلدية ام الفحم واحدًا من ابرز المتحدثين باسم الجماهير العربية في اسرائيل وخاض صراعات في جبهات عديدة ضد المؤسسة الرسمية فيها. وفي السنوات الاخيرة جعل من نداء "الاقصى في خطر" شعارًا لحركته، وقام بجمع التبرعات لإعادة اعمار "المصلى المرواني" في الحرم القدسي الشريف وترميم العديد من الاماكن الاسلامية المقدسة، وذلك باذن من حكومة ايهود باراك، كما شرع بتنظيم "مهرجانات" تحت نفس الشعار (الاقصى في خطر)، تستقطب سنويا عشرات الالاف الى ملعب كرة القدم في ام الفحم حيث تقام هذه المهرجانات كل عام. رغم طابع هذه النشاطات، ليست غريباً او مفاجئاً ان نسمع على لسان شخصية عامة عربية، وهو مسيحي وشيوعي مخضرم، تصريحًا من نوع "الشيخ رائد هو الزعيم الوحيد اليوم بين الجمهور العربي".

وكزعيم لحركة سياسية فان الشيخ رائد يعتبر عضوًا هاماً في لجنة المتابعة التي تقود الجماهير العربية في اسرائيل، وهو يرمز فيها الى "القطب اليميني" في كافة القضايا تقريباً: سواء بالنسبة لتنظيم المظاهرات او مقاطعة الانتخابات او لتنظيم الاضرابات العامة.

"انني اتحدى، اتحدى ولا اتردد" هكذا قال الشيخ رائد مخاطبا "لجنة اور".

وقد اعتاد الشيخ رائد، عند مواجهته بسؤال حول ما اذا كان يعترف بدولة اسرائيل، تقديم اجابات مركبة غير قاطعة. ذات مرة قال لصحيفة "هآرتس":

"لا استطيع اعطاء شرعية لمن لا يعترف بشرعيتي". وبعد مرور عشرة شهور قال لـ "لجنة اور": "عندما ابادر واقوم بعقد لقاءات مع عشرات الوزراء في اوقات مختلفة (…) واضح ان هذا يعني شرعية الدولة (…) ولكن من حقي ان اصرخ بصوت عال: انا لا اعترف بالكثير من الاعمال والممارسات التي تعمق وتكرس الاضطهاد ضدي".

وتحظى تصريحات وآراء الشيخ رائد صلاح، الذي يتمسك منذ بدء عملية اوسلو بخط الرفض الذي تمثله "حماس"، وقد اقر بأن حركته تقيم علاقات معها، بالاقتباس على نطاق واسع في مواقع على شبكة الانترنت تديرها جماعات اسلامية راديكالية، بما في ذلك خارج اسرائيل والمناطق الفلسطينية. في الاسبوع الماضي منحته حركة اسلامية مقرها في "اسكتلندا" لقب "المقدسيّ".

يقول الشيخ رائد عن نفسه: "انا مسلم وواقعي في ذات الوقت. ما اتطلع اليه، وما نتطلع له كمسلمين، هو قيام خلافة اسلامية توحد جميع المسلمين وجميع العرب. وبالنسبة للسؤال حول ما اذا كنت اصبو لقيام نظام خلافة اسلامي هنا في اسرائيل فأنني اقول بصوت عال: كلا.. فنحن نميز بوضوح بين طموحنا باقامة خلافة اسلامية وبين حياتنا كأقلية مسلمة داخل اسرائيل".

يبدو ان صورة الشيخ رائد كزعيم لا تعاني سوى من الانقسام الذي ابقى علية منذ العام 1996 مع الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية.

ويعتقد مراقبون ان الشيخ رائد لاحظ مؤخرًا تراجعًا في مركز حركته، لذلك، وفي ضوء الانتخابات القريبة للسلطات المحلية، حرص على دعوة خصومه قادة الجناح الجنوبي، وللمرة الاولى، لحضور المهرجان الذي نظمته حركته في "كفر كنا" يوم الجمعة الماضي.

بالامس، اعربت حتى محافل امنية اسرائيلية عن اتفاقها مع الرأي القائل بأنه ليس هناك من وسيلة افضل من الاعتقال، يمكن لها ان تسهم في زيادة شعبية حركة الشيخ صلاح.

(هآرتس 14 ايار)

المصطلحات المستخدمة:

اوسلو, كرة القدم, هآرتس, باراك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات