المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • اسم في الأخبار
  • 1682

إحاد هَعام زاوية هرتسل
عودة الى زيارة ارض اسرائيل

تأليف يوسي بيلين

منشورات الكيبوتس الموحّد

141 صفحة، تل ابيب 2002

 

 

يعود الدكتور يوسي بيلين في كتابه هذا عشرات السنين الى الوراء، ويقرأ قراءة نقدية لمقال "إحاد هَعام" – "حقيقة من ارض اسرائيل" – مستعرضا رؤيته ومفاهيمه تجاه "القضية العربية"، وادعاءه بامكانية الفصل بين حل "مشكلة اليهود" في امريكا وحل "المشكلة اليهودية" في فلسطين.

هذه العودة لا تعد مصادفة بالنسبة لشخصية كبيلين، الذي يمثل بنفسه "ظاهرة" بحد ذاتها في السياسة والمجتمع الاسرائيلي, فالصراع الذي انعكس في شخصية ابرز آباء الصهيونية وفلاسفتها، "إحاد هعام"، بين كونه "كاهنا" او "نبيا"، وبين ناقد يقول كل ما يؤمن به، وسياسي يجد نفسه مضطرا لأن يحذر في ذلك، وهو نفس الصراع الذي يخيل ان بيلين يمر به في اسرائيل اليوم.

يرى بيلين نفسه مربيا في السياسة، وفي هذا الكتيب يعرض مفاهيمه في مجالات الحياة المختلفة من خلال قراءة نقدية لاحد ابرز المقالات التي اثرت في بنائه الفكري.

في هذا الكتاب يتكشف بيلين عن رجل مؤمن بقيمة الانسان والصهيونية وحق الشعب اليهودي في العيش بسلام، وبوجود فرصة عملية للعيش هنا بسلام، في مجتمع اكثر عدلا، وقادر على ان يوفر الفرصة لكل فرد فيه لكي يجد نفسه.

يسرد بيلين "حكايته" مع "إحاد هَعام"، الذي تلقى كتبه هدية في عيد ميلاده الثالث عشر، وبضمنها كتابه "حقيقة من ارض اسرائيل"، ويقول: "كان احاد هعام جزءا لا يتجزأ من طبيعة طفولتي. كانت له صورتان معلقتان في بيت اهلي. الاولى في غرفة الضيوف الكبيرة، قرب صور هرتسل وفايتسمن، وفي مواجهة صورة يعبتس. الثانية في "الكابينيت" – غرفة عمل جدي المتوفي، التي لم يجرؤ احد على الاقتراب منها منذ ان رحل، فجأة، في العام 1946. لم يكن "احاد هعام"، او آشر غينسبرغ، مختلفا كثيرا عن بقية اعضاء المجموعة الكبيرة من قادة الحركة الصهيونية الذين ملأت صورهم جدران البيت، وقد بدا كأن المصوّر يضايقه اثناء العمل."

تعلم بيلين مقالات احاد هعام في المدرسة، باعتبارها مثلا اعلى للكتابة الصحيحة. في مستهل مقاله الذي يحمل نفس اسم الكتاب، يقول "احاد هعام": "تنبهت بشكل خاص للمستقبل، وحيثما توجهت كان هناك سؤال واحد امام ناظري على الدوام: ما هي آمالنا هنا للأيام القادمة؟ هل البلاد جاهزة لكي تعود وتحيا، وهل ابناء اسرائيل جاهزون لإعاد إحيائها؟"

يجد بيلين في هذه التساؤلات اشارة واضحة الى ان "احاد هعام" كان متشائما للغاية وان "السطر الاخير لسؤاله هذا كان ردا سلبيا بالنسبة للمدى القريب، واقل سلبية على المدى البعيد، اذا تحققت شروط معينة.".

وفي إجمال "حكايته مع احاد هعام" يكتب بيلين في الفصل الختامي: "نحن ابناء الجيل المولود في اسرائيل، تربينا على الاعتقاد الدائم بأن اسرائيل حقيقة منتهية لكي لا يكون لأحد شك في ذلك. في مرحلة مبكرة جدا كان مهما لقادة الييشوف ومربيه خلق الاحساس بالديمومة في الحياة في البلاد، في مواجهة المحاولة العربية عرض الهجرة اليهودية كنوع من رحلات الحج الصليبية، ومهرها بختم المؤقت الزائل (...) لكن اسرائيل اليوم قصة نجاح اكبر بكثير من توقعات احاد هعام: امنيا واقتصاديا وعلميا وبخاصة بقدرتها على استيعاب ملايين المهاجرين. هذه جزيرة ديمقراطية في الشرق الاوسط وبامكانها ان تكون نموذجا لتجارب اجتماعية مجددة. لكنها لم تنجح، الى الان، بضمان الحياة الطبيعية لليهود الذين سعوا للعثور على ملاذ آمن فيها، وهي تقف الان امام خطر فقدان اغلبيتها اليهودية بسبب المناطق التي تسيطر عليها..."

 

 

المصطلحات المستخدمة:

احاد هعام, الصهيونية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات